Datasets:

MouadGhouti

/

testing-dataset

like 0

[

file_1

"المبحث الخامس PAGE 64 المباحث العقدية في الأحاديث القدسية – جمعاً ودراسة المبحث الخامس ما ورد في فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب المبحث الخامس ما ورد في فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب الحديث الأول عن أبي ذر - - قال قال رسول الله يقول الله من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد ، ومن جاء بالسيئة فجزاؤه سيئة مثلها أو أغفر ، ومن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً ، ومن تقرب منى ذراعاً تقربت منه باعاً ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئاً لقيته بمثلها مغفرة . الحديث الثاني عن أنس بن مالك - - عن رسول الله - - أنه قال في هذه الآية قال قال الله أنا أهل أن أتقى , فمن اتقاني فلم يجعل معي إلهاً ؛ فأنا أهل أن أغفر له . الحديث الثالث عن عبد الله بن عمرو بن العاص - - قال قال رسول الله إن الله سيُخلِّص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة , فينشر عليه تسعةً وتسعين سجلاً , كل سجلٍّ مثل مد البصر ، ثم يقول أتنكر من هذا شيئاً ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول لا يا رب ، فيقول أفلك عذر ؟ فيقول لا يا رب ، فيقول بلى إن لك عندنا حسنة ، فإنه لا ظلم عليك اليوم ، فتخرج بطاقة فيها أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فيقول احضر وزنك ، فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فقال إنك لا تظلم ، قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة ، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ، فلا يثقل مع اسم الله شيء . الحديث الرابع عن أبي سعيد الخدري - - عن رسول الله - - أنه قال قال موسى يا رب علمني شيئاً أذكرك به ، وأدعوك به ، قال قل يا موسى لا إله إلا الله , قال يا رب كل عبادك يقول هذا , قال قل لا إله إلا الله , قال إنما أريد شيئاً تخصني به , قال يا موسى لو أن أهل السماوات السبع والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهم لا إله إلا الله . الحديث الخامس عن الأغر أبي مسلم قال أشهد على أبي سعيد وأبي هريرة – رضي الله عنهما - أنهما شهدا على النبي - - أنه قال من قال لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه فقال لا إله إلا أنا وأنا أكبر ، وإذا قال لا إله إلا الله وحده قال يقول الله لا إله إلا أنا وحدي ، وإذا قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي ، وإذا قال لا إله إلا الله له الملك وله الحمد قال لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد ، وإذا قال لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي ، وكان يقول من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار . الحديث السادس عن أبي هريرة - - أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله هل تضارون في القمر ليلة البدر؟ قالوا لا يا رسول الله ، قال فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا لا يا رسول الله ، قال فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة ، فيقول من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها أو منافقوها - شك إبراهيم - فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم ، فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا , فإذا جاء ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم ، فيقولون أنت ربنا فيتبعونه... الحديث . فقد جاء في الحديث القدسي الأول قول الرب ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئاً لقيته بمثلها مغفرة . وجاء في الحديث القدسي الثاني قول الرب فمن اتقاني فلم يجعل معـي إلهاً فأنا أهل أن أغفر له . وورد في الحديث القدسي الثالث قول النبي فتخرج بطاقة فيها أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فيقول احضر وزنك ، فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ ، فقال إنك لا تظلم ، قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة ، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ، فلا يثقل مع اسم الله شيء . وجاء في الحديث القدسي الرابع قول الرب يا موسى لو أن أهل السماوات السبع والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهم لا إله إلا الله. وجاء في الحديث القدسي الخامس قول النبي - - في فضل كلمة التوحيد من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار . وجاء في الحديث القدسي السادس قول النبي فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم ، فيقولون أنت ربنا فيتبعونه . وفي هذه الأحاديث القدسية الدلالة على فضل التوحيد , وأنه سبب لغفران الذنوب والتجاوز عن السيئات ولو كانت مثل زبد البحر , فهو الحسنة التي تتحات معها جميع الذنوب دون الشرك كما قال الحق ، وكلمة التوحيد هي أفضل الذكر ، وكلمة التوحيد من قالها عند موته حُرِّم على النار فلم تطعمه ، وصاحب التوحيد يُمكَّن من رؤية الله - - التي هي أعظم نعيم يؤتاه أهل الجنة ، وكل ذلك دالٌ دلالة صريحة على فضل التوحيد ومزيته على سائر عقائد الدين وشرائعه وتكفيره الذنوب والسيئات ، ومما يدل لذلك من كلام الرب في كتابه العظيم قـوله ، عـــن عبد الله - - قال لما نزلت قلنا يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه ؟ قال ليس كما تقولون ، لم يلبسوا إيمانهم بظلم بشرك، أَوَ لم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه . قال الحافظ ابن كثير رحمه الله أي هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده لا شريك له ، ولم يشركوا به شيئاً هم الآمنون يوم القيامة ، المهتدون في الدنيا والآخرة . وقال العلامة ابن القيم - رحمه الله - في شرح قوله ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً... شرط ثقيل في الوعد بحصول المغفرة ، وهو السلامة من الشرك كثيره وقليله ، صغيره وكبيره . ولا يسلم من ذلك إلا من سلَّم الله ، وذلك هو القلب السليم ؛ كما قال , وقال رحمه الله ويعفى لأهل التوحيد المحض - الذي لم يشوبوه بالشرك - ما لا يعفى لمن ليس كذلك ، ولو لقي الموحد - الذي لم يشرك بالله شيئاً البتة - ربه بقراب الأرض خطايا ، أتاه بقرابها مغفرة ، ولا يحصل هذا لمن نقص توحيده ؛ فإن التوحيد الخالص - الذي لا يشوبه شرك ، لا يبقى معه ذنب ؛ لأنه يتضمن من محبة الله وإجلاله وتعظيمه وخوفه ورجائه ، ما يوجب غسل الذنوب ولو كانت قراب الأرض. فالنجاسة عارضة ، والدافع لها قوي . وقال ابن رجب رحمه الله من جاء مع التوحيد بقراب الأرض خطايا ، لقيه الله - - بقرابها مغفرة ... فإن كمُل توحيد العبد وإخلاصه لله - - فيه ، وقام بشروطه بقلبه ولسانه وجوارحه ، أو بقلبه وبلسانه عند الموت ؛ أوجب ذلك مغفرة ما قد سلف من الذنوب كلها ، ومنعه من دخول النار بالكلية . فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه، أخرجت منه كل ما سوى الله - - محبةً وتعظيماً ، وإجلالاً ومهابة ً، وخشيةً وتوكلاً. وحينئذٍ تُحرقُ ذنوبه وخطاياه كلها ، وإن كانت مثل زبد البحر . ومما يشهد لفضيلة التوحيد وتكفيره الذنوب من الأحاديث النبوية ما جاء من أن من قال كلمة التوحيد- مخلصاً فيها - حرُم على النار ، قال فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله . وقال ما من أحدٍ يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله - تعالى - على النار . كذلك من أن من مات وهو يعلم ويعتقد معنى كلمة التوحيد ومدلولها دخل الجنة ، قال من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة . وأن من مات على التوحيد دخل الجنة عن أبي ذر - - قال قال رسول الله أتاني آت من ربي فأخبرني أو قال بشرني أنه من مات من أمتي لا يشـرك بالله شـيئاً دخل الجنة ، فقلت وإن زنى وإن ســرق ؟ قال وإن زنى وإن سرق . وعن جابر - - قال أتى النبي - - رجل فقال يا رسول الله ما الموجبتان؟ فقال من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة ، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار . وجاء أن المُحقق للتوحيد يدخل الجنة بغير حسابٍ ولا عذابٍ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال خرج علينا النبي - - يوماً فقال عرضت علي الأمم، فجعل يمر النبي معه الرجل ، والنبي معه الرجلان ، والنبي معه الرهط ، والنبي ليس معه أحد ، ورأيت سواداً كثيراً سد الأفق ، فرجوت أن يكون أمتي ، فقيل هذا موسى وقومه ثم قيل لي انظر ، فرأيت سواداً كثيراً سد الأفق ، فقيل لي انظر هكذا وهكذا فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق ، فقيل هؤلاء أمتك ، ومع هؤلاء سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ، فتفرق الناس ولم يبين لهم ، فتذاكر أصحاب النبي ، فقالوا أما نحن فولدنا في الشرك ولكنا آمنا بالله ورسوله ولكن هؤلاء هم أبناؤنا ، فبلغ النبي ، فقال هم الذين لا يتطيرون , ولا يسترقون , ولا يكتوون , وعلى ربهم يتوكلون . فقام عكاشة بن محصن - - فقال أمنهم أنا يا رسول الله ؟ قال نعم . فقام آخر فقال أمنهم أنا فقال سبقك بها عكاشة . وجاء أن التوحيد من أسباب تكفير الذنوب عن أبي هريرة - - أن رسول الله - - قال تُفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس ، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً ، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال انظِروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا، انظروا هذين حتى يصطلحا . وجاء الأمر بتلقين كلمة التوحيد للمحتضر ، وأن من كانت هي آخر كلامه فهو من أهل الجنة - إن شاء الله تعالى - قال لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ، وقال من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة . وجاء أن قولها عند الاحتضار سبب للراحة ، قال إني لأعلم كلمةً لا يقولها عبدٌ حين الموت إلا وجد روحه لها روحاً . وجاء أن التوحيد سبب لنيل شفاعة النبي ، عن أبي هريرة - - قال قال رسول الله لكل نبيٍ دعوةٌ مستجابة ، فتعجل كل نبي دعوته ، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً . وإنما عظمت هذه الكلمة ، وعظم أثرها وجزاؤها في الدنيا والآخرة لعظيم مدلولها وشرفه ، كيف ومضمونها هو حق الله على عباده ، وكيف ومضمونها هو غاية خلق الإنس والجان ، قال الحق . ولكن إن لطخ الموحدون حسنة توحيدهم بشيء من الكبائر فإنه كما نقص توحيدهم فإنه ينقص أمنهم واهتداؤهم ، فيكونون آمنون من الخلود في النار مهتدون لطريق الجنة ؛ جمعاً بين النصوص فقد جاءت النصوص بالوعيد لأصحاب الكبائر وأنهم معرضون للخوف ، وجاءت كذلك بأن بعض أهل التوحيد يدخلون النار ثم يُخرجون منها إما بشفاعة الشافعين وإما برحمة أرحم الراحمين من غير شفاعة . � أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الذكر والدعاء ، برقم 6774 ، 17 / 15 . � سورة المدثر ، رقم الآية 56 . � أخرجه الترمذي ، أبواب تفسير القرآن ، باب ومن سورة المدثر ، برقم 3328 ، � 5 / 355 ، وأحمد في مسنده ، 3 / 142 ، 243 ، والدارمي ، برقم 2727 ، وابن ماجة ، برقم 4299 ، قال الشيخ الألباني حسن لغيره ، ينظر السنة ، لابن أبي عاصم بتحقيق الألباني ، 2 / 969 . � السجِّل الكتاب الكبير . ينظر النهاية ، لابن الأثير ، 1 / 757 . � البطاقة الورقة . ينظر لسان العرب ، لابن منظور ، 10 / 21 . � المسند ، للإمام أحمد ، 2 / 213 ، 221 ، والجامع الكبير ، للإمام الترمذي ، أبواب الإيمان باب ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله ، برقم 2639 ، � 4 / 379 ، وقال حديثٌ حسنٌ غريب، وابن ماجه، برقم 4300 ، والحاكم ، � 1 / 6 ، 529 ، وقال صحيح الإسناد على شرط مسلم ووافقه الذهبي ، وقال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة له وهو كما قالا ينظر السلسلة الصحيحة ، للشيخ الألباني ، برقم 135 . � أخرجه ابن حبان في الصحيح ، برقم 2324 ، والحاكم في المستدرك ، 1 / 528 ، وصححه وافقه الذهبي ، وصحح الحديث الحافظ ابن حجر في فتح الباري ، 11 / 208 . � الأغر بن عبد الله أبو مسلم كوفي ، يروي عن أبي هريرة , وأبي سعيد - رضي الله عنهم - روى عنه أبو إسحاق السبيعي , وعطاء بن السائب . ينظر الثقات ، لابن حبان ، � 4 / 53 . � الشهادة من ألفاظ تحمل الحديث التي تدل على التصريح بالسماع ، وهي بمعنى أعلمني وأخبرني، ولا يقصد بها شهادة الحكم . ينظر فتح الباري ، للحافظ ابن حجر ، 2 / 58 . � سنن الترمذي ، أبواب الدعوات ، باب ما يقول العبد إذا مرض ، برقم 3430 ، � 5 / 429 , وصحح الحديث الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي , برقم 3430, 3 / 412 . � يروى بالتشديد والتخفيف وكلاهما بمعنى أنكم لا تتخالفون ولا تتجادلون في صحة النظر إليه ؛ لوضوحه وظهوره ، أو لا يضر بعضكم بعضاً بالاجتماع والازدحام عند النظر إليه ؛ لوضوحه وظهوره . النهاية ، لابن الأثير ، 2/ 77 . � سبق إيراد الحديث بأكمله , وتخريجه صفحة 42 . � سورة النساء ، رقم الآية 48 ، 116 . � سورة الأنعام ، رقم الآية 82 . � عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله . ينظر فتح الباري شرح صحيح البخاري، للحافظ ابن حجر ، 1 / 120 . � سورة الأنعام ، رقم الآية 82 . � سورة لقمان ، رقم الآية 13 . � أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب أحاديث الأنبياء ، برقم 3360 ، 6 / 470 . � تفسير ابن كثير ، 3 / 294 . � سورة الشعراء ، رقم الآية 88، 89 . � بدائع الفوائد ، للعلامة ابن القيم ، 2 / 133 . � بدائع الفوائد ، للعلامة ابن القيم ، 2 / 133 . � كلمة الإخلاص ، للحافظ ابن رجب الحنبلي ، 21 وما بعدها بتصرف . � أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب الصلاة ، برقم 425 ، 1 / 672 ، في قصة مالك بن الدُخشن . � أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب العلم ، برقم 128 ، 1 / 298 . � أخرجه مسلم ، كتاب الإيمان ، برقم 135 ، 2/ 164 . � أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب الجنائز ، برقم 1237 ، 3 / 142 - 143 . � أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الإيمان ، برقم 265 ، 2 / 278 . � عكاشة بن محصن الأسدى حليف لبنى أمية يكنى أبا محصن ، كان من فضلاء الصحابة ومن السابقين الأولين البدريين أهل الجنة ، شهد أحدا وسائر المشاهد مع رسول الله ، وكان عكاشة يوم توفى النبى - - ابن أربع وأربعين سنة ، وكان من أجمل الرجال ، روى عنه من الصحابة أبو هريرة , وابن عباس وغيرهما . وهو الذي قال فيه النبى سبقك بها عكاشة . توفى فى خلافة أبى بكر الصديق - - يوم بزاخة قتله خويلد الأسدى . ينظر الاستيعاب 3/ 1080 – 1081 ، وسير أعلام النبلاء ، للذهبي ، 1/ 307 – 308 . � أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب الطب ، برقم 5752 ، 10 / 260 . � أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الأدب ، برقم 6490 ، 16 / 338 . � أخرجه مسلم في صحيحه , كتاب الجنائز ، برقم 2120 ، 6/ 458 . � أخرجه البخاري تعليقاً في الجنائز ، الفتح ، 3 / 109 ، وأبو داود في الجنائز ، برقم � 3116 . � أخرجه أحمد ، 1 / 28 ، 37 ، وقال الشيخ أحمد شاكر 187 إسناده صحيح . � أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الإيمان ، برقم 490 ، 3 / 70 . � سورة الذاريات ، رقم الآية 56 . � فتح الباري ، للحافظ ابن حجر ، 1 / 120 - 121 ، وفتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن، 116 - 119 . PAGE 64"},

file_2

"المبحث السادس PAGE 74 المباحث العقدية في الأحاديث القدسية – جمعاً ودراسة المبحث السادس ما ورد في التحذير من الشرك في الألوهية الحديث الأول عن أبي عمران الجوني قال سمعت أنس بن مالك - - عن النبي - - قال يقول الله لأهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لو أن لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به ؟ فيقول نعم . فيقول أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي شيئاً ، فأبيت إلا أن تشرك بي . الحديث الثاني عن أبي هريرة - - عن النبي - - قال يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة ، فيقول له إبراهيم ألم أقل لك لا تعصيني ؟ فيقول أبوه فاليوم لا أعصيك . فيقول إبراهيم يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون ، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد ؟ فيقول الله تعالى إني حرمت الجنة على الكافرين . ثم يقال يا إبراهيم ما تحت رجليك ؟ فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ ، فيؤخذ بقوائمه , فيلقى في النار . فجاء في الحديث القدسي الأول قول الرب - - لأهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لو أن لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به ؟ فيقول نعم . فيقول أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي شيئاً ، فأبيت إلا أن تشرك بي . ففي هذا الحديث القدسي البيان الأكيد والتحذير الشديد من الإشراك في الألوهية ؛ إذ إن المخاطب هنا هو مشرك في الألوهية وهو أبو طالب ، فعن ابن عباس - - أن رسول الله - - قال أهون أهل النار عذاباً أبو طالب , وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه . وجاء في الحديث القدسي الثاني قول الرب - - لإبراهيم - - عند شفاعته في أبيه آزر يوم القيامة إني حرمت الجنة على الكافرين . ثم يقال يا إبراهيم ما تحت رجليك ؟ فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار . وفي هذا الحديث القدسي - أيضاً - التحذير الشديد من الإشراك في الألوهية ؛ فالذي حُرمت عليه الجنة في هذا الحديث ، ثم مُسخ إلى حيوان قبيح المنظر منتن الريح هو مشرك في الألوهية وهو آزر أبو إبراهيم . قال الإمام الطبري - رحمه الله - في تفسير قوله ومعنى الكلام ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده، بأن أنذروا عبادي سطوتي على كُفرهم بي وإشراكهم في اتـخاذهم معي الآلهة والأوثان ، فإنه لا إله إلاَّ أنا يقول لا تنبغي الأولوهة إلا لـي ، ولا يصلح أن يُعبد شيء سواي ، فـاتَّقُونِ يقول فاحذروني بأداء فرائضي وإفراد العبـادة وإخلاص الربوبية لي ؛ فإن ذلك نـجاتكم من الهلكة . وقال شيخ الإسلام رحمه الله اعلم - رحمك الله - أن الشرك بالله أعظم ذنب عُصى الله به ، قال الله تعالى وفى الصحيحين أنه سُئل - - أى الذنب أعظم ؟ قال أن تجعل لله نداً وهو خلقك ، والند المثل ، قال تعالى وقال تعالى ؛ فمن جعل لله نداً من خلقه فيما يستحقه عز وجل من الإلهية والربوبية فقد كفر بإجماع الأمة وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسير قوله أي لا يقي المرء من عذاب الله ماله ولو افتدى بملء الأرض ذهباً . أي ولو افتدى بمن على الأرض جميعاً ، ولا ينفع يومئذٍ إلا الإيمان بالله وإخلاص الدين له ، والتبري من الشرك وأهله ، ولهذا قال ... أي سالم من الدنس والشرك ... وقال ابن عباس يعني أن يشهد أن لا إله إلا الله . وقال مجاهد والحسن وغيرهما يعني من الشرك . فعُلم بما تقدم خطر الإشراك في الألوهية ، فبه تكون الندامة والحسرة أشد ما تكون، وبه تحرُم الجنة ، وبه يكون الإياس من رحمة أرحم الراحمين فهو هلاك لصاحبه ووبالٌ وخزيٌ عليه ، وهو نادمٌ عليه لا محالة ، ولكن هيهات ساعة لا ينفع الندم . � عبد الملك بن حبيب الأزدي أو الكندي ، أبو عمران الجوني ، مشهور بكنيته ، ثقة ، مات سنة ثمان وعشرين ومائة، وقيل بعدها . ينظر تقريب التهذيب ،للحافظ ابن حجر ، 1 / 362 . � سبق البيان أن العهد الذي أخذه الله على ذرية آدم - - بعد أن أستخرجهم من صلب أبيهم آدم - - هو التوحيد بأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً .ينظر صفحة 33- 34. � أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب الرقاق ، برقم 6557 ، 11 / 506 . � القترة الغبار. وقال الرازي القتر جمـع قترة , وهي الغبار , ومنه قولـه تعالى , سورة عبس ، آية 41 . ينظر النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير ، � 2 / 414 , ومختار الصحاح ، للرازي 1/218 . � الذيخ ذكر الضباع ، وأراد - - بملتطخ أنه متلطخ برجيعه ؛ كما جاء مصرحاً به في روايةٍ أخرى ؛ حيث جاء فيها أنه يتمرغ في نتنه , والعياذ بالله ، ونسأله الثبات على التوحيد إلى الممات . ينظر فتح الباري ، للحافظ ابن حجر ، 6 / 467 ، والنهاية في غريب الحديث والأثر ، لابن الأثير ، 1 / 616 . � أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب أحاديث الأنبياء ، برقم 3350 ، 6 / 467 . � أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الإيمان ، برقم 514 ، 3 / 81 . � سورة النحل ، رقم الآية 2 . � تفسير الطبري ، 14 / 98 . � سورة النساء ، رقم الآية 48 ، 116 . � أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب التفسير ، برقم 4477 ، 8 / 205 . � سورة البقرة ، رقم الآية 22 . � سورة الزمر ، رقم الآية 8 . � الفتاوى ، لشيخ الإسلام ، 1 / 88 . � سورة الشعراء ، رقم الآية 88 – 89 . � تفسير ابن كثير ، 6 / 147 - 149 . PAGE"},

file_3

"المبحث السابع PAGE 79 المباحث العقدية في الأحاديث القدسية – جمعاً ودراسة المبحث السابع الرد على بعض الشبه حول توحيد الألوهية المبحث السابع الرد على بعض الشبه حول توحيد الألوهية عن عبد الله بن مسعود - - أن رسول الله - - قال إن إبليس يئس أن تعبد الأصنام بأرض العرب ، ولكنه سيرضى بدون ذلك منكم ، بالمحقرات من أعمالكم وهي الموبقات ، فاتقوا المظالم ما استطعتم ؛ فإن العبد يجيء يوم القيامة وله من الحسنات ما يرى أنه ينجيه , فلا يزال عبد يقوم فيقول يا رب إن فلاناً ظلمني مظلمة . فيقال امحوا من حسناته ، حتى لا يبقى له حسنة . فورد في هذا الحديث القدسي قول النبي إن إبليس يئس أن تعبد الأصنام بأرض العرب . فيدل هذا الحديث بدلالة اللزوم على عودة البعض من أهل جزيرة العرب إلى الشرك لا الكل إذ إنه - - إنما نفى عبادة الكل لها ولم ينفي عبادة البعض , وعلى ذلك دلالة بقية الأحاديث النبوية الدالة . قال ابن بطال رحمه الله هذا الحديث ، وما أشبهه ليس المراد به أن الدين ينقطع كله في جميع أقطار الأرض حتى لا يبقى منه شيء لأنه ثبت أن الإسلام يبقى إلى قيام الساعة إلا أنه يضعف ويعود غريباً كما بدأ ثم ذكر حديث لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق... الحديث ، ثم قال فتبين في هذا الحديث تخصيص الأخبار الأخرى ... . ففي كلام ابن بطال هذا إثبات لرجوع البعض إلى الشرك والكفر ، ونفي رجوع الجميع وارتدادهم عن دين الإسلام وعبادة الملك الديان إلى عبادة الطواغيت والأوثان. ولكن أهل الشرك ودعاته يستدلون بهذا الحديث القدسي وما جاء في معناه من الأحاديث النبوية على دعوى لهم وهي عدم رجوع الشـرك والكفـر لجزيـرة العرب، وأن ما يقومون به من الشركيات في جزيرة العرب ليس بشرك . ووجه استدلالهم بهذا الحديث القدسي ، وما جاء في معناه من الأحاديث النبوية أن النبي - - أخبرنا بعدم رجوع الشرك والكفر إلى جزيرة العرب ؛ فلا يمكن أن يكون ما نفعله شرك كما تدعون . فيقال دعواكم هذه صحيحه في عدم رجوع الكل إلى الشرك ؛ كما قال لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله ، لا يضرهم من خذلهم ، أو خالفهم ، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس... الحديث ، أما رجوع البعض إلى الشرك والكفر فلم يخبر النبي - - بامتناعه ، بل إنه - - أخبر برجوع بعض أمته إلى الشرك ووقوعه منهم ؛ كما في قوله لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى ، وقوله لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة . وقوله - - لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى يعبدوا الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ، وقوله - - ... لن تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان... ، وقوله ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها ، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات ؛ فيخرج الله كل كافر ومنافق . قال في تيسير العزيز الحميد بعد إيراده لقوله ولا تقوم الساعة حتى يلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان فيه الرد على من قال بخلافه من عباد القبور الذين ينكرون وقوع الشرك ،وعبادة الأوثان في هذه الأمة . وقال الشيخ عبد المحسن العباد - حفظه الله - بعد ذكره للأحاديث السابقة فهذه أحاديث صحيحة محكمة تدل على عودة الشرك والكفر إلى الجزيرة بعد النبي ، ومما يوضح ذلك أن بعض العرب ارتدوا بعد وفاة النبي ، فقاتلهم أبو بكر الصديق - - فرجع أكثرهم ، وقُتل بعضهم على ردته ، وهؤلاء هم الذين عُنوا في حديث الذيادة عن الحوض ، وقال عنهم النبي أصحابي . فقيل له إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . وبحمد الله - - أنه ليس هناك تعارض بين أحاديثه - - الواردة في رجوع الشرك إلى جزيرة العرب أو الواردة في عدم رجوعه إذا حُمل هذا الحديث القدسي ، وما جاء في معناه - من الأحاديث النبوية الدالة على عدم رجوع الشرك والكفر إلى جزيرة العرب كحديث جابر - - في إياس الشيطان من عبادة المصلين له في جزيرة العرب - على عدم رجوع الجميع إلى الكفر والشرك ، وحُملت الأحاديث الدالة على رجوع الشرك والكفر إلى جزيرة العرب على رجوع البعض دون الكل وبهذا ينجلي الإشكال وتتآلف النصوص برد متشابهها إلى محكمها . قال المباركفوري رحمه الله ولك أن تقول معنى الحديث أن الشيطان أيس من أن يتبدل دين الإسلام ، ويظهر الإشراك ويستمر ويصير الأمر كما كان من قبل ، ولا ينافيه ارتداد من ارتدد ، بل لو عبد الأصنام أيضاً لم يضر في المقصود فأفهم ... وهناك وجه آخر للجمع بين هذه الأحاديث، بأن يقال أن إياس الشيطان من عبادته في جزيرة العرب هو ظن من الشيطان ، وهو لا يعلم الغيب ، كما أخبر الله - - عن الجن في قوله وقال . فبما سبق يتبين جلياً لكل من كان الحق غايته ، واتباع الكتاب والسنة دليله ووسيلته أن الشرك والكفر وقع بعيد وفاة النبي ، ووقع بعده بأزمان ، وسيقع في آخر الزمان . � قال في لسان العرب قال أَبُو العباس عن ابن الأَعرابي و شَبَّهَ الشيءُ إِذا أَشْكَلَ، و شَبَّه إِذا ساوى بين شيء وشيء ،. وتقول شَبَّهتَ عليَّ يا فُلان إِذا خَلَّط عليك . و اشْتَبَهَ الأَمْرُ إِذا اخْتَلَطَ، و اشْتَبَهَ عليَّ الشَّيْءُ ، وتقول إِني لفي شُبْهَةٍ منه، ، وجمعُ الشُّبْهَةِ شُبَهٌ، وهو اسم من الاشْتِباهِ . ينظر لسان العرب ، لابن منظور ، 13 / 505 . � من أنفع الكتب في هذا الباب كتاب كشف الشبهات ، للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، وكتاب هذه مفاهيمنا ، لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله ، وجزء التحذير من تعظيم الآثار غير المشروعة ، للعلامة المحدث عبد المحسن العباد البدر حفظه الله ، ولا يُستغنى عن أجوبةٍ وردودٍ متفرقة ، لعموم علماء أهل السنة والجماعة - قديماً وحديثاً - على شبه دعاة الشرك ، وطالب الحق لا يستغني عن ذلك كله . � القائل هو الله ؛ لأمرين أولهما أن الأمر بمحو الحسنات من خصائص الربوبية ؛ فيستحيل أن يصدر من سوى الله ، وثانيهما أن قد جاء التصريح في رواية أبي يعلى بأن القائل هو الرب - - هكذا فيقول يا رب ظلمني عبدك مظلمة ، فيقول امحوا من حسناته ؛ فالحديث قدسي . ينظر المسند ، لأبي يعلى ، مسند عبد الله بن مسعود ، 9 / 57 ، وجامع الأحاديث القدسية ، لأبي عبد الرحمن عصام الدين الصبا بطي ، حديث رقم 310 ، 1 / 384 - 385 . � أخرجه الحاكم في المستدرك ،كتاب البيوع ، 2 / 32 ، وأبي يعلى ، في مسند عبد الله ابن مسعود ، 9 / 57 ، وقال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وقال الذهبي في التلخيص صحيح . � علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال ، عالم بالحديث من أهل قرطبة ، له شرح على صحيح البخاري ، توفي سنة 449 هـ . الأعلام ، للزركلي ، 4/ 285 . � حديث قوله لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة ، ويأتي تخريجه في صحيفة 81 . � من مثل الأحاديث التي تقدمت ، والتي تدل دلالةً صريحة على عودة الشرك والكفر إلى جزيرة العرب وغيرها . � هذا المعنى ورد في قوله - - بدأ الإسلام غريباً ، وسيعود كما بدأ غريباً ، فطوبى للغرباء. أخرجه مسلم ، كتاب الإيمان ، برقم 370 ، 2 / 354 . � أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الجهاد ،برقم 4931 ، 13 / 68 . � أي ما ورد من الأحاديث والأخبار بوقوع الشرك ورجوع الناس إليه ، والتي سيأتي ذكر بعضها في صحيفة 82 . � فتح الباري ، لابن حجر ، 13 / 96 . � من ذلك ما أخرجه الإمام مسلم - رحمه الله - في صحيحه عن جابر - - قال سمعت النبي - - يقول إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم. صحيح مسلم ، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم ، برقم 7034 ، 17 / 154 ، وما رواه الترمذي في جامعه عن سليمان بن عمرو بن الأحوص عن أبيه قال سمعت رسول الله - - يقول في حجة الوداع للناس أي يوم هذا ؟ قالوا يوم الحج الأكبر. قال فإن دماءكم ، وأموالكم، وأعراضكم ، بينكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا، ألا لا يجني جانٍ إلا على نفسه ، ألا لا يجني جانٍ على ولده ، ولا مولود على والده ، ألا وإن الشيطان قد أيس من أن يعبد في بلادكم هذه أبداً ، ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم فسيرضى به . قال أبو عيسى وفي الباب عن أبي بكرة وابن عباس وجابر وحذيم بن عمرو السعدي ، وهذا حديث حسن صحيح . الجامع الكبير ، للإمام الترمذي ، أبواب الفتن، باب ما جاء دماؤكم وأموالكم عليكم حرام ، برقم 2159 ، 4 / 34 - 35 ، وما رواه الحاكم في مستدركه بإسناده عن عبد الواحد بن زيد عن عبادة بن نسي قال دخلت على شداد بن أوس - - في مصلاه وهو يبكي ، فقلت يا أبا عبد الرحمن ما الذي أبكاك؟ قال حديث سمعته من رسول الله - - فقلت وما هو ؟ قال بينما أنا عند رسول الله - - إذ رأيت بوجهه أمراً ساءني ، فقلت بأبي وأمي يا رسول الله ، ما الذي أرى بوجهك ؟ قال أمرٌ أَتَخْوَفُهُ على أمتي من بعدي ، قلت وما هو ؟ قال الشرك ، وشهوةٌ خفية ، قال قلت يا رسول الله أتشرك أمتك من بعدك؟ قال يا شداد أما أنهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا وثنا ولا حجرا ، ولكن يُراؤون الناس بأعمالهم ، قلت يا رسول الله الرياء شرك هو ؟ قال نعم. قلت فما الشهوة الخفية ؟ قال يصبح أحدكم صائماً ، فتعرض له شهوة من شهوات الدنيا فيفطر . قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . المستدرك على الصحيحين ، للحاكم ، كتاب الرقاق ، برقم 7940 ، 4 / 366 . وتعقب الذهبي الحاكم في تصحيحه لهذا الحديث الأخير قائلاً عبد الواحد بن زيد متروك . تلخيص المستدرك ، للحافظ الذهبي - رحمه الله - . وقال الذهبي في ترجمة عبد الواحد بن زيد هذا في الميزان روى عباس عن يحيى ليس بشيء ، وقال البخاري عبد الواحد صاحب الحسن تركوه ، وقال الجوزجاني سيءِّ المذهب ، ليس من معادن الصدق . ميزان الاعتدال ، للإمام الذهبي ، 4/424 ، والجرح والتعديل ، لابن أبي حاتم ، ترجمة رقم 107 ، 6 / 20 ، والكامل في الضعفاء، لابن عدي ، ترجمة رقم 1438 ، 5 / 297 ، وقال فضيلة العلامة المحدث عبد المحسن العباد البدر حديث شداد بن أوس - يقصد هذا الحديث- غير صحيح. التحذير من تعظيم الآثار غير المشروعة ، للشيخ عبد المحسن العباد البدر ، 6 - 7 ؛ فيكون احتجاجهم بهذا الحديث على دعواهم - من عدم رجوع بعض أهل الجزيرة إلى الشرك وعبادة غير الله - احتجاج باطل ؛ لعدم صحة الدليل . � تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ، للشيخ سليمان بن عبد الله ، 328 . � أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الجهاد ، برقم 4932 ، 13 / 68 . � أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الفتن ، برقم 7228 ، 18 / 240 . � ذو الخلصة طاغية دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية . ينظر صحيح البخاري مع الفتح ، كتاب الفتن ، برقم 7116 ، 13 / 95 . � أخرجه البخاري في صحيحه مع الفتح ، كتاب الفتن ، برقم 7116 ، 13 / 95. � سنن الترمذي ، أبواب الفتن ، برقم 2219 ، 4 / 76 - 77 . � هذا جزءٌ من حديث أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ، كتاب الفتن والملاحم ، برقم 8390 ، 4 / 496 ، قال عنه الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه ،وقال عنه الذهبي في التلخيص على شرط البخاري ومسلم . � أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب فضائل المدينة ، برقم 1881 ، 4 / 123 . � تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ، للشيخ سليمان بن عبد الله ، 328 . � أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب الرقاق ، برقم 6582 ، 11 / 565 . � التحذير من تعظيم الآثار غير المشروعة، لفضيلة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد، 3 - 10. � تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي ، للمباركفوري ، 6 / 314 . � سورة سبأ ، رقم الآية 14 . � سورة النمل ، رقم الآية 65 . � التحذير من تعظيم الآثار غير المشروعة، لفضيلة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد، 3 - 10. PAGE"},

file_4

"المبحث الثاني PAGE 47 المباحث العقدية في الأحاديث القدسية – جمعاً ودراسة المبحث الثاني ما ورد في أن التوحيد أصل الدين وأساس الملة المبحث الثاني ما ورد في أن التوحيد أصل الدين وأساس الملة عن أبي هريرة - - أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله هل تضارون في القمر ليلة البدر؟ قالوا لا يا رسول الله . قال فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا لا يا رسول الله . قال فإنكم ترونه كذلك , يجمع الله الناس يوم القيامة ، فيقول من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها ، أو منافقوها - شك إبراهيم - فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم ، فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم ، فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ، ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها ، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم ، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان ، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم الموبق بعمله ، ومنهم المخردل أو المجازى أو نحوه ، ثم يتجلى حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد، وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئاً ممن أراد الله أن يرحمه ممن يشهد ألا إله إلا الله , فيعرفونهم في النار بأثر السجود ، تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود ، حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود ، فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون تحته كما تنبت الحبة تحت حميل السيل ، ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ، ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار هو آخر أهل النار دخولاً الجنة ، فيقول أي رب اصرف وجهي عن النار ، فإنه قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها ، فيدعو الله ما شاء أن يدعوه ، ثم يقول الله هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسألني غيره ؟ فيقول لا وعزتك لا أسألك غيره ، ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء ، فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت ، ثم يقول أي رب قدمني إلى باب الجنة، فيقول الله له ألست قد أعطيت عهودك ومواثيقك ألا تسألني غير الذي أعطيتك أبداً ؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك ، فيقول أي رب ، ويدعو الله حتى يقول هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره ؟ فيقول لا وعزتك لا أسألك غيره . ويعطي ما شاء من عهود ومواثيق فيقدمه إلى باب الجنة ، فإذا قام إلى باب الجنة انفقهت له الجنة ، فرأى ما فيها من الحبرة والسرور، فيسكت ما شاء الله أن يسكت ، ثم يقول أي رب ادخلني الجنة ، فيقول الله ألست قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت فيقول ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فيقول أي رب لا أكونن أشقى خلقك فلا يزال يدعوا حتى يضحك الله منه ، فإذا ضحك منه قال له ادخل الجنة ، فإذا دخلها قال الله له تمنه فسأل ربه وتمنى ، حتى إن الله ليذكره ، يقول كذا وكذا حتى انقطعت به الأماني ، قال الله ذلك لك ومثله معه وفي رواية ذلك لك وعشرة أمثاله فجاء في هذا الحديث القدسي قول الرب من كان يعبد شيئاً فليتبعه , ثم قال فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت... الحديث , وفي رواية فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم، وأصحاب كل آلهة مع آلهتهم، حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر وغبرات من أهل الكتاب ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنها سراب، فيقال لليهود ما كنتم تعبدون ؟ قالوا كنا نعبد عزيراً ابن الله، فيقال كذبتم ؛ لم يكن لله صاحبةً ولا ولدا فما تريدون ؟ فيقولون نريد أن تسقينا، فيقال اشربوا فيتساقطون في جهنم، ثم يقال للنصارى ما كنتم تعبدون ؟ فيقولون كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال كذبتم ؛ لم يكن لله صاحبةً ولا ولدا، فما تريدون ؟ فيقولون نريد أن تسقينا، فيقال اشربوا فيتساقطون حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر... الحديث . ففي هذا الحديث القدسي الدلالة على أن التوحيد أصل الدين وأساس الملة ؛ ذلك أن صاحبه آمن من دخول النار إذا حقق التوحيد فلم يكدره بالمعاصي من كبائر الذنوب, وآمن من الخلود في النار إذا لم يحقق التوحيد بأن لطّخ حسنة توحيده بكبائر الذنوب . بينما فاقد التوحيد لا تقبل له حسنة ، بل مآله ومصيره إلى النار , كما أن التمايز بين الخلق يوم القيامة إنما هو بالتوحيد فمن وحّد الله بالعبادة سلم ونجا , ومن أشرك فعبد غير الله من سائر المعبودات أو الطواغيت تبع معبوده فكان هلاكه . وهذا كما قال الحق ... الآية . قال الحافظ ابن كثير رحمه الله أي كل قومٍ بمن يأتمون به ، فأهل الإيمان ائتموا بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وأهل الكفر ائتموا بأئمتهم ، كما قال تعالى . وفي الصحيحين لتتبع كل أمةٍ ما كانت تعبد، فيتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت . فبالتوحيد يكون التمييز بين الخلق يوم القيامة ، وعليه مدار سعادة العبد أو شقاوته الأبدية. قال شيخ الإسلام رحمه الله والتوحيد أول الدين وآخره ؛ فأول ما دعا إليه الرسول - - شهادة أن لا إله إلا الله ، وقال أمرت أن أُقاتل الناس حتى يشـهدوا أن لا إله إلا الله ، وقال لمعاذ إنك تأتي قوماً أهل كتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله ، وختم الأمر بالتوحيد , فقال في الصحيحين - من رواية مسلم - عن عثمان من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة ، وفي الحديث الصحيح - من رواية مسلم - عن أبي هريرة لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ، وفي السنن من حديث معاذ من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ، وفي المسند إني لأعلم كلمةً لا يقولها عبدٌ حين الموت إلا وجد روحه لها روحاً ،وهي الكلمة التي عرضها على عمه عند الموت . وقال - رحمه الله - في موضعٍ آخر وقد تظاهرت الدلائل على أن أحسن الحسنات هو التوحيد ، كما أن أسوأ السيئات هو الشرك ، وهو الذنب الذي لا يغفره الله ، كما قال تعالى , وتلك الحسنة التي لابد من سعادة صاحبها كما ثبت في الصحيح عنه حديث الموجبتين موجبة السـعادة وموجبة الشـقاوة ، فمن مات يشـهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة ، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار ، وذكر في الحديث أنه أعلى شعب الإيمان . وقال في تيسـير العزيز الحميد في ذكر بعض المسائل التي يدل عليها قوله وفيها أن أصل دين النبي - - الذي بُعث به هو الإخلاص كما في هذه الآية وقوله ، وذلك هو دعوة الرسل - عليهم الصلاة والسلام - من أولهم إلى آخرهم كما قال ، وذلك هو الحنيفية الإبراهيمية جعلنا الله من أهلها بمنه وكرمه . وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ... نحب أن نبين أن جميع رسالات الرسل عليهم الصلاة والسلام، من أولهم نوح - عليه السلام - إلى آخرهم محمد ؛ كلها تدعوا إلى التوحيد, قال الله تعالى ، وقـال تعـالى ؛ وذلك أن الخلق خلقوا لواحد وهو الله ، خلقوا لعبادته ؛ لتتعلق قلوبهم به تألهاً وتعظيماً ، وخوفاً ورجاءً وتوكلاً ورغبةً ورهبةً ،حتى ينسلخوا من كل شيء من الدنيا لا يكون معيناً لهم على توحيد الله - - في هذه الأمور ؛ لأنك أنت مخلوق ، لا بد أن تكون لخالقك ، قلباً وقالباً في كل شيء . ولهذا كانت دعوة الرسل - عليهم الصلاة والسلام - إلى هذا الأمر العظيم ؛ عبادة الله وحده لا شريك له . فالتوحيد يُعصم به الدم والمال ، وهو شرط لقبول الأعمال ، أما كونه يُعصم به الدم والمال فلقوله أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوه عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله تعالى . وأما كونه شرط لقبول الأعمال فلقوله تعالى في أعمال المشركين . أي جعلناه باطلاً ؛ لأنهم لم يعملوه لله وإنما عملوه للشيطان . والهباء هو الذي يُرى كهيئة الغبار إذا دخل ضوء الشمس من كوة ، يحسبه الناظر غباراً ليس بشيءٍ تقبض عليه الأيدي ولا تمسه ، ولا يرى ذلك في الظل . فعُلم بذلك أن التوحيد أصل الدين ؛ إذ إنه أول ما يدعى إليه من عقائد الدين وشرائعه ، ومن تحقق به عُصم دمه وماله ، وقبل المولى أعماله , ومن مات عليه فاز برضا الرحمن , فهو من أهل النعيم والجنان - إنشاء الله - إما حالاً وإما مآلاً ، ومن أخل به فوقع في الإشراك فقد استحق سخط الملك الديان ، وحل دمه وماله ، وإن مات على ذلك الإخلال فهو من أهل النيران - والعياذ بالله - فبالتوحيد يكون تقرير مصير العبد يوم القيامة ، حيث يتبع كل عابدٍ معبدوه ، فكان حقيقٌ بالتوحيد أن يكون أصل الدين وأساس الملة ، وأن يكون أول واجبٍ على المكلف ، وأوجب الواجبات وأهم المهمات ؛ فكان حتماً على كل داعٍ إلى الخير , متبعاً في دعوته طرق الرسل - عليهم الصلاة والسلام - متحرياً لهديهم أن يبتدأ دعوته بالدعوة إلى التوحيد , والحث على تحقيقه , والعناية بجنابه بالتحذير مما يضاده من الشرك الأكبر , ثم ينتقل إلى التحذير مما يكون وسيلة إلى ذلك من الشرك الأصغر , ثم ينتقل إلى التحذير مما ينافي كماله وينقص أجره من سائر الذنوب والمعاصي . � يروى بالتشديد والتخفيف وكلاهما بمعنى أنكم لا تتخالفون ولا تتجادلون في صحة النظر إليه لوضوحه وظهوره , أو لا يضر بعضكم بعضاً بالاجتماع والازدحام عند النظر إليه لوضوحه وظهوره . النهاية ، لابن الأثير ، 2/ 77 . � الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع . فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله . فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها . رأيت أكثرهم أعرض عن عبادة الله - - إلى عبادة الطاغوت وعن طاعة رسول الله - - إلى طاعة الطاغوت ومتابعته. ينظر إعلام الموقعين , للعلامة ابن القيم , 1/ 50 . � جمع كلّوب وهوحديدة معوجَّة الرأس . النهاية , لابن الأثير , 2 / 558 . � السعدان نبت ذو شوك ، وهو من جيد مراعي الإبل تسمن عليه . ينظر النهاية في غريب الحديث والأثر ، لابن الأثير , 1/777 . � الموبق أي المهلك ، ينظر النهاية في غريب الحديث والأثر ، لابن الأثير , 2/ 819 . � المخردل أي المرمي ، المصروع ، وقيل المقطع تقطعه كلاليب الصراط حتى يهوي في النار نسأل الله السلامة والعافية برحمته ومنِّه وكرمه ، يقال خردلت اللحم أي فصّلت أعضاءه ، وقطعته . النهاية ، لابن الأثير ، 1 / 480 . � امتحشوا احترقوا ، والمحش احتراق الجلد ، وظهور العظم . النهاية ، لابن الأثير ، 2 / 638 . � حميل السيل فعيل بمعنى مفعول أي محمول السيل وهو ما يجيء به السيل من طين أو غثاء وغيره ، فإذا اتفقت فيه حبة واستقرت على شط مجرى السيل، فإنها تنبت في يوم وليلة ،فشُبه بها سرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليهم بعد إحراق النار لها. النهاية ، لابن الأثير ، 1 / 433 . � أي سمني . النهاية ، لابن الأثير ، 2 / 455 . � أي شدة وهجها . المصدر السابق ، 1 / 608 . � قال النووي انفهقت فبفتح الفاء والهاء والقاف , ومعناه انفتحت واتسعت . ينظر المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج , للنووي , 3 \ 24 . � الحبرة النعمة وسعة العيش . النهاية ، لابن الأثير ، 1 / 321 . � أخرجه البخاري ، كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى ، برقم 7437 ، 13 / 517 ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، برقم 450 ، 3/ 21 . � أخرجه البخاري ، كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى ، برقم 7439 ، 13 / 518 ومسلم ، كتاب الإيمان ، برقم � 453 ، 3/ 29 – 33 . � سورة الإسراء ، الآية رقم 71 . � سورة القصص ، الآية رقم 41 . � سبق تخريجه صفحة 40 . � تفسير ابن كثير ، 5 / 99 . � أخرجه البخاري ، كتاب الإيمان ، برقم 25 ، 1/ 103 ومسلم ، كتاب الإيمان ، برقم 128 ، 1/ 157 . � أخرجه البخاري ، كتاب الزكاة ، برقم 1395 ، 3/ 330 . � أخرجه مسلم ، كتاب الإيمان ، برقم 135 ، 1/ 166 . � أخرجه مسلم كتاب الجنائز ، برقم 2120 ، 6/ 458 . � أخرج البخاري نحوه في التوحيد ، برقم 7487 ، 13 / 571 ، ومسلم ، الإيمان ، برقم 265 ، 2/ 278 وأبو داود ، برقم 3116 ، 3/ 190 . � أخرجه أحمد، 1 / 28 ، 37 ، وقال الشيخ أحمد شاكر 187 إسناده صحيح . � أخرجه البخاري ، كتاب الجنائز ، برقم 1360، 3/ 282 ومسلم , كتاب الإيمان ، برقم 131. � مجموع الفتاوى ، لشيخ الإسلام ، 8 / 23 . � سورة النساء ، رقم الآية 48 ، 116 . � مجموع الفتاوى ، لشيخ الإسلام ، 7 / 391 . � سورة الكهف ، رقم الآية 110 . � سورة هود ، رقم الآية 1 - 2 . � سورة الأنبياء ، رقم الآية 25 . � تيسير العزيز الحميد، للشيخ العلامة سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، 466 . � سورة الأنبياء ، رقم الآية 25 . � سورة النحل ، رقم الآية 36 . � شرح العقيدة الواسطية ، للشيخ محمد بن عثيمين ، 14 - 15 . � أخرجه البخاري، كتاب الإيمان ، برقم 25 ، 1/ 102 , ومسلم في صحيحه ، كتاب الإيمان ، برقم 128 . � سورة الفرقان ، رقم الآية 23 . � تفسير الطبري ، 11 / 8 . PAGE"},

file_5

"المبحث الثالث PAGE 52 المباحث العقدية في الأحاديث القدسية – جمعاً ودراسة المبحث الثالث ما ورد في أن التوحيد حق الله على عباده المبحث الثالث ما ورد في أن التوحيد حق الله على عباده عن سلمان - - قال لما خلق الله - تعالى - آدم قال يا آدم واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة بيني وبينك، فأما التي لي فتعبدني ولا تشرك بي شيئاً، وأما التي لك عليّ فما عملت من خير جزيتك به، وإن أغفر فأنا الغفور الرحيم، وأما التي بيني وبينك فمنك المسألة والدعاء وعلي الإجابة والعطاء . قال شيخ الإسلام رحمه الله واعلم أن هذا - توحيد العبادة - حق الله - - على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ، كما في الحديث الصحيح ، الذي رواه معاذ - - عن النبي - - أنه قال أتدري ما حق الله على عباده؟ قال قلت الله ورسوله أعلم . قال حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً . أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ قال قلت الله ورسوله أعلم . قال حقهم ألا يعذبهم . قال الإمام العلامـة أحمد بن علي المقـريزي رحمه الله وبالجملة ؛ فالعبادة المذكورة في قوله هي السجود، والتوكل ، والإنابة ، والتقوى ، والخشية ، والتوبة ، والنذر ، والحلف ، والتسبيح ، والتكبير ، والتهليل، والتحميد والاستغفار، وحلق الرأس خضوعاً وتعبداً ، والدعاء كل ذلك محض حق الله تعالى . وقال - رحمه الله - في موضعٍ آخر ومن خصائص الإلهية العبودية التي لا تقوم إلا على ساقي الحب والذل ، فمن أعطاهما لغيره ؛ فقد شبهه بالله - - في خالص حقه . ويشهد لهذا الحديث القدسي ما ثبت في الصحيح من الحديث النبوي الذي رواه معاذ - - قال بينا أنا رديف النبي - - ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل فقال يا معاذ ، قلت لبيك يا رسول الله وسعديك . ثم سار ساعة ، ثم قال يا معاذ، قلت لبيك رسول الله وسعديك ، ثم سار ساعة ، ثم قال يا معاذ بن جبل، قلت لبيك رسول الله وسعديك . قال هل تدري ما حق الله على العباد؟ قلت الله ورسوله أعلم .قال حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شـيئاً . ثم سـار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل ، قلت لبيك رسول الله وسعديك . هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه ؟ قلت الله ورسوله أعلم . قال حق العباد على الله أن لا يعذبهم . ويشهد لهذا المعنى قول الحق قال العلامة ابن القيم - رحمه الله - في تفسير الآية أي إذا كان أحدكم يأنف أن يكون مملوكه شريكه في رزقه، فكيف تجعلون لي من عبيدي شركاء فيما أنا منفرد به وهو الألوهية التي لا تنبغي لغيري، ولا تصح لسواي ، فمن زعم ذلك فما قدرني حق قدري، ولا عظمني حق تعظيمي، ولا أفردني بما أنا منفرد به وحدي دون خلقي، فما قدر الله حق قدره من عبد معه غيره . و يشهد لهذا المعنى كذلك قول الله قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله أظهر التفسيرات في هذه الآية الكريمة أن الله ضرب فيها مثلاً للكفار، بأنه فضل بعض الناس على بعض في الرزق، ومن ذلك تفضيله المالكين على المملوكين في الرزق وأن المالكين لا يرضون لأنفسهم أن يكون المملوكون شركاءهم فيما رزقهم الله من الأموال والنساء وجميع نعم الله. ومع هذا يجعلون الأصنام شركاء لله في حقه على خلقه الذي هو إخلاص العبادة له وحده ، أي إذا كنتم لا ترضون بإشراك عبيدكم معكم في أموالكم ونسائكم فكيف تشركون عبيدي معي في سلطاني . ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى ... الآية . ويؤيده أن ما في قوله نافية . أي ليسوا برادي رزقهم عليهم حتى يسووهم مع أنفسهم . فإذا كانوا يكرهون هذا لأنفسهم فكيف يشركون الأوثان مع الله في عبادته مع اعترافهم بأنها ملكه ، كما كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك ، إلا شريكاً هو لك ، تملكه وما ملك . فتبين بذلك أن التوحيد هو حق الله على عباده الذي لا يشركه فيه أحد بل هو محض حق الله إذ دل على ذلك دليل السمع والعقل ، قال العلامة ابن القيم رحمه الله ... وهذا يبين أن قبح عبادة غير الله - - مستقر في العقول والفطر ، والسمع نبه العقول وأرشدها إلى معرفة ما أُودع فيها من قبح ذلك . � أخرجه أحمد في الزهد , ص 42 ، والبيهقي في الأسماء والصفات , ص 205 من طريق سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان - - موقوفاً . وإسناد أحمد صحيح ، والحديث له حكم الرفع ؛ لأن مثله لا يقال بمجرد الرأي ، ولأن سلمان - - لم يعرف بالأخذ عن أهل الكتاب . ينظر جامع الأحاديث القدسية ، لأبي عبد الرحمن عصام الدين الصبابطي ، 2 / 74 - 75 , وفتح المغيث , للحافظ السخاوي, 1/128 . علماً بأن الحديث رُوي مرفوعاً ولكن بإسنادٍ ضعيف. ينظر مجمع الزوائد للهيثمي، 1 / 51، وضعيف الجامع الصغير ، للألباني ، 4 / 112 ، برقم 4062 ، وسلسلة الأحاديث الضعيفة ، للألباني ، 9 / 175 ، برقم 4152 . � أخرجه البخاري ، كتاب التوحيد ، برقم 7373 . � الفتاوى ، لشيخ الإسلام ، 1 / 22 . � تقي الدين شهاب الدين أحمد بن علي بن عبد القادر ، البعلبكي الأصل ، المصري المولد والدار والوفاة الحنفي ثم الشافعي، ولد سنة ست وستين وسبعمائة للهجرة ، والمقريزي نسبة إلى حارة في بعلبك , وهو مؤرخ ومحدث مشارك في بعض العلوم , تفقه على المذهب الحنفي , ثم انتقل إلى الشافعي ، ولي حسبة القاهرة ، نظم ونثر وألف كتباً كثيرة حتى قيل إنها زادت على مائتي مجلد كبار، وشيوخه بلغت ستمائة نفس، وتوفي رحمه الله بالقاهرة سنة ثمانمائة وخمس وأربعون للهجرة ، ومن تصانيفه تجريد التوحيد المفيد وهو الكتاب المستقل الأول في توحيد العبادة ، وكتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، ودرر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة، ومجمع الفوائد ومنبع الفوائد. ينظر الأعلام , للزركلي , 1 / 177 , ومعجم المؤلفين ، لعمر رضا كحالة ، 1 / 204. � سورة الفاتحة ، رقم الآية 5 . � تجريد التوحيد المفيد ، للإمام المقريزي ، 57 - 58 . � تجريد التوحيد المفيد ، للإمام المقريزي ، 63 . � أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب الرقاق ، برقم 6500 ، 11/ 410 . � سورة الروم ، رقم الآية 28 . � الجواب الكافي ، للعلامة شمس الدين ابن القيم ، 170 . � سورة النحل ، رقم الآية 71 . � سورة الروم ، رقم الآية 28 . � سورة النحل ، رقم الآية 71 . � أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي، 3 / 236 - 237. � مدارج السالكين ، للعلامة شمس الدين ابن القيم ، 1 / 240 . PAGE"},

file_6

"المبحث الرابع PAGE 54 المباحث العقدية في الأحاديث القدسية – جمعاً ودراسة المبحث الرابع ما ورد في الحث على الإخلاص في الأعمال وترك الرياء المبحث الرابع ما ورد في الحث على الإخلاص في الأعمال وترك الرياء الحديث الأول عن أبي هريرة - - قال قال رسول الله قال الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه . الحديث الثاني جاء في حديث الرؤية قوله فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة، فيقول أنا ربكم، فيقولون أنت ربنا، فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقول هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون الساق. فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن، ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة، فيذهب كيما يسجد، فيعود ظهره طبقاً واحداً . الحديث الثالث عن سليمان بن يسار قال تفرق الناس عن أبي هريرة , فقال له ناتل أهـل الشام أيها الشيخ حدّثنا حديثا سمعته من رسول الله , قال نعم , سمعت رسول الله - - يقول إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه، رجل استشهد، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها , قال فما عملت فيها؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت، قال كذبت, ولكنك قاتلت لأن يقال جريء. فقد قيل ؛ ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار , ورجل تعلّّم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن. قال كذبت , ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل , ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار , ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها. قال فما عملت فيها؟ قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك , قال كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد , فقد قيل ؛ ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار . الحديث الرابع عن محمود بن لبيد أن رسول الله - - قال إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال الرياء، يقول الله - عز وجل - لهم يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء . الحديث الخامس قال شداد بن أوس سمعت رسول الله - - يقول إن الله عز وجل يقول أنا خير قسيم لمن أشرك بي , من أشرك بي شيئاً فإن حشده عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به وأنا عنه غني . الحديث السادس عن أنس - - قال قال رسول الله يؤتى بابن آدم يوم القيامة إلى الميزان كأنه بذج ، فيقول الله يا ابن آدم أنا خير شريك ، ما عملت لي فأنا أجزيك به، وما عملت لغيري فاطلب ثوابه ممن عملت له . فجاء في الحديث القدسي الأول قول الرب من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه . وورد في الحديث القدسي الثاني قول النبي فيسجد له كل مؤمن ، ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة ، فيذهب كيما يسجد، فيعود ظهره طبقاً واحدا . وجاء في الحديث القدسي الثالث قول الرب - - لمن قاتل رياءً كذبت, ولكنك قاتلت لأن يقال جريء . فقد قيل , وقوله - - لمن تعلّّم العلم وعلمه وقرأ القرآن رياءً كذبت , ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم ، وقرأت القرآن ليقال هو قارئ ، فقد قيل , وقوله - - للمنفق رياءً كذبت ، ولكنك فعلت ليقال هو جواد , فقد قيل , وقوله - - في مصير هؤلاء المرائين ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار . وجاء في الحديث القدسي الرابع قول الرب - - للمرائين يوم القيامة اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء . وجاء في الحديث القدسي الخامس قول الرب من أشرك بي شيئاً فإن حشده عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به وأنا عنه غني . وجاء في الحديث القدسي السادس قول الرب يا ابن آدم أنا خير شريك ما عملت لي فأنا أجزيك به ، وما عملت لغيري فاطلب ثوابه ممن عملت له . ففي هذه الأحاديث القدسية الحث على الإخلاص في الأعمال , والبعد عن الرياء ، بأن يكون الباعث على العبادة هو قصد التقرب بها إلى الله , ويبقى هذا القصد الخالص مصاحباً للعمل بأن لا يطرأ على نية العامل ما يفسدها من قصد تزيين العبادة وتحسينها لأجل الخلق . قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى - في شرح قوله أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ومعناه أنا غنيٌ عن المشاركة ، وغيرها ، فمن عمل شيئاً لي ، ولغيري لم أقبله بل أتركه لذلك الغير . والمراد أن عمل المرائي باطلٌ لا ثواب فيه ، ويأثم به . فما ورد الحث عليه في الحديث وهو الإخلاص الذي ضده الرياء هو أحد ركني العمل المتقبل عند الله - سبحانه - كما قال وقال - - في الحديث النبوي إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابُتغي به ووجهه . وقال إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه . فللعمل المتقبل عند الله - - ركنان الركن الأول أن يكون العمل خالصاً ، مرادٌ به وجه الله . والركن الثاني أن يكون صواباً على سنة رسول الله . قال العلامة ابن القيم - رحمه الله - في تفسير الآية المتقدمة من سورة الكهف أي كما أنه إلهٌ واحد ، ولا إله سواه ، فكذلك ينبغي أن تكون العبادة له وحده ، فكما تفرد بالإلهية يجب أن يفرد بالعبودية ، فالعمل الصالح هو الخالي من الرياء , المقيد بالسنة . وكان من دعاء عمر بن الخطاب اللهم اجعل عملي كله صالحاً , واجعله لوجهك خالصاً , ولا تجعل لأحدٍ فيه شيئاً , وهذا الشرك في العبادة يبطل ثواب العمل ...فإن الله - - إنما أمر بعبادته عبادةً خالصةً ، قال فمن لم يُخلص لله في عبادته لم يفعل ما أُمر به ، بل الذي أتى به شيء غير المأمور به ؛ فلا يصح ؛ فلا يقبل منه ، ويقول الله أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، فمن عمل عملاً أشرك معي فيه غيري فهو للذي أشرك به، وأنا منه بريء . وقال الإمام الحافظ ابن عبد البر - رحمه الله - في شرح قوله إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً ، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً... الحديث في هذا الحديث ضروب من العلم منها أن الله يحب من عباده الإخلاص في عبادته في التوحيد وسائر الأعمال كلها التي يعبد بها , وفي الإخلاص طرح الرياء كله ؛ لأن الرياء شرك أو ضرب من الشرك , قال أهل العلم بالتأويل إن قول الله عز وجل نزلت في الرياء. وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى كل عمل لم يرد به عامله الإخلاص فليس من الدين . وقال في تيسير العزيز الحميد والرياء مصدر راءى يرائي مراءاةً ورياءً ؛ وهو أن يري الناس أنه يعمل عملاً على صفة وهو يضمر في قلبه صفة أخرى ، فلا اعتداد ولا ثواب إلا بما خلُصت فيه النية لله تعالى . وقال في شرحه لقوله - - في الحديث القدسي أنا أغنى الشركاء عن الشرك .. .. الحديث لما كان المرائي قاصداً بعمله الله - تعالى - وغيره كان قد جعل الله - تعالى - شريكاً ، فإذا كان كذلك فالله - تعالى - هو الغني على الإطلاق . والشركاء بل جميع خلقه فقراء إليه بكل اعتبار ؛ فلا يليق بكرمه وغناه التام أن يقبل العمل الذي جُعل له فيه شريك ، فإن كماله تبارك وتعالى وكرمه وغناه يوجب أن لا يقبل ذلك ، ولا يلزم من اسم التفضيل إثبات غنى للشركاء ، فقد تقع المفاضلة بين الشيئين وإن كان أحدهما لا فضل فيه كقوله تعالى ، وقوله . فدلت الأحاديث القدسية دلالةً صريحةً على وجوب الإخلاص لله - - في جميع الأعمال ، وهو أن يُقصد بها ما شُرعت له وهو عبادة الله وحده , والقيام بحقه من فعل المأمورات ، وترك المنهيات محبةً و تعظيماً له ، كما هي دالةٌ على الحذر من الرياء والبعد عنه أشد البعد والخوف من الوقوع فيه ومجاهدة النفس على ذلك . � الإخلاص قصد المعبود وحده بالتعبد ، وقيل إرادة وجه الله تعالى بالأقوال والأعمال . ينظر مدارج السالكين ، للعلامة ابن القيم ، 1 / 565 ، والتعريفات الاعتقادية ، للشيخ سعد آل عبد اللطيف ، 21 - 22 . � الرياء إيقاع القربة يقصد بها الناس ، وقيل الرياء مشتق من الرؤية والمراد به إظهار العبادة لقصد رؤية الناس فيحمدوا صاحبها . ينظر التعريفات الاعتقادية ، للشيخ سعد آل عبد اللطيف، 189 - 190 ، وفتح الباري ، للحافظ ابن حجر ، 11 / 344 . � أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الزهد والرقاق ، برقم 7400 ، 18/ 316 . � أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى ، رقم الحديث 7439 ، 6/ 2706 . � ثقة فاضل، أحد الفقهاء السبعة، مات سنة 108 ﻫ . التقريب 1/131 � ذكره ابن حبان في الثقات وقال يروي المراسيل , وقال الحافظ وقع له ذكر في كتاب النسائي، وذكر صاحب الكمال أن الترمذي روى له، وقال ابن معين ما أعلمه روي عنه شيء، مات سنة 66 ﻫ . الثقات 5/484. تهذيب التهذيب 10/398 � أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإمارة ، باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار ، برقم 4900 ، 13 / 52 . � محمود بن لبيد بن عقبة الأنصاري الأشهلي ، أبو نعيم المدني ، ولد في حياة النبي - - وهو من صغار الصحابة على الأصح ، قليل الحديث ، روى عن النبي - - وعن جابر وغيره ، وروى عنه بكير بن عبد الله بن الأشج ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين من أهل المدينة ، توفي محمود بالمدينة سنة ست وتسعين ، وهو ابن تسع وتسعين سنة . ينظر تهذيب الكمال ، للمزي ترجمة رقم 5820 ، 27 / 309، تقريب التهذيب ، لابن حجر 1/ 522 . � المسند ، للإمام أحمد بن حنبل ، 5 / 428 ، و إسناده حسن، وهو صحيح لشاهده حديث أبي هريرة السابق ، ينظر جامع الأحاديث القدسية ، للدكتور عمر علي ، 1 / 99. � حشده الحَشْد والحَشَد اسمان للجميع ، والحشْد الجماعة . اللسان 3/150 � المسند ، للإمام أحمد بن حنبل ، 4 / 125 - 126 ، وأخرجه الطيالسي , 1120 . وإسناده حسن، وهو صحيح لشاهديه حديث أبي هريرة وحديث محمود بن لبيد . ينظر جامع الأحاديث القدسية ، للدكتور عمر علي ، 1 / 100 - 101 . � كأنه بذج البَذَج ولد الضأن أي الحمل، وقيل أضعف ما يكون من الحملان ، وجمعه بِذجان، كنايةً عن ضعف المخلوق , وذله أمام ربه . ينظر النهاية في غريب الحديث والأثر ، لابن الأثير ، 1/110 ، و لسان العرب ، لابن منظور ، 2 / 211 . � الزهد ، لهناد بن السري، 2 / 435 ، برقم 854 ، وأخرجه أبو يعلى، 7 / 152، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية ، 6 / 310 ، والحديث بمجموع طرقه حسن لغيره ، يُنظر جامع الأحاديث القدسية ، للأخ الدكتور عمر بن علي ، 1 / 101 - 102 . � إنما سردت الأحاديث جميعاً ثم تكلمت عليها جميعاً لأنها أحاديث مبحثٍ واحد ، ودلالتها واحدة ، وكلام أهل العلم عليها متقارب. � شرح النووي على مسلم ، 18 / 316 . � سورة الكهف ، رقم الآية 110 . � رواه النسائي ، 6 / 25 ، والطبراني في الكبير ، 7628 ، وجوّد إسناده الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم ، 81 ، والسيوطي في الدر المنثور، 5 / 472 . � أخرجه البخاري في صحيحه ، برقم 1 ، 1 / 3 . � جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم ، للحافظ أبي الفرج ابن رجب، 72 . � وهذا الركن أُخذ من قوله من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد . أخرجه مسلم في صحيحه، برقم 1718 ، وما جاء في معناه من أدلة الكتاب والسنة ، يُنظر جامع العلوم والحكم ، للحافظ ابن رجب 176 - 192 . � الزهد ، للإمام أحمد كما في كنز العمال ، 1 / 675 . � سورة البينة ، رقم الآية 5 . � أخرجه ابن ماجة بهذا اللفظ ، 4202 ، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع , برقم 4313 . � الجواب الكافي ، للعلامة شمس الدين ابن القيم ، 162 . � يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري الأندلسي القرطبي أبو عمر ، الإمام العلامة حافظ المغرب وصاحب التصانيف الفائقة منها التمهيد ، والاستيعاب ، توفي سنة 463هـ. سير أعلام النبلاء , 18 / 153 ، تذكرة الحفاظ ، للذهبي 3/ 1128 . � أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الأقضية ، برقم 1715 ، 3/ 1340 . � سورة الكهف ، رقم الآية 110 . � التمهيد ، للحافظ ابن عبد البر ، 21 / 272 . � فتح الباري ، للحافظ ابن حجر ، 1 / 138 . � تيسير العزيز الحميد ، للشيخ العلامة المحدث سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، 464 . � سبق تخريجه في صفحة رقم 54 . � سورة النمل ، رقم الآية 59 . � سورة الفرقان ، رقم الآية 24 . � تيسير العزيز الحميد ، للشيخ العلامة المحدث سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ، 467 . 66"},

file_7

"المبحث الثاني ما ورد في وجوب نسبة النعم إلى الله جل و علا وإفراده بجلب النفع ودفع الضر PAGE 98 المباحث العقدية في الأحاديث القدسية – جمعا ودراسة المبحث الثاني ما ورد في وجوب نسبة النعم إلى الله جل وعلا وإفراده بجلب النفع ودفع الضر المبحث الثاني ما ورد في وجوب نسبة النعم إلى الله جل و علا وإفراده بجلب النفع ودفع الضر عن زيد بن خالد الجهني - - أنه قال صلى لنا رسول الله - - صلاة الصبح بالحديبية - على إثر سماء - كانت من الليلة ، فلما انصرف أقبل على الناس ، فقال هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا الله ورسوله أعلم . قال أصبح من عبادي مؤمن وكافر ؛ فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب ، وأما من قال بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب . فجاء في هذا الحديث القدسي قول الرب أصبح من عبادي مؤمن وكافر؛ فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب ، وأما من قال بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكوكب . ففيه وجوب نسبة النعم إلى موليها ومعطيها الحقيقي وهو الله ، وذلك بالثناء على من نسب النعمة - وهي هنا إنزال الغيث - إلى الله - - وذلك بوصفه بأشرف الأوصاف وهو الإيمان بالله ، والتحذير من ضد ذلك وهو نسبتها إلى غيره من المخلوقين وهي هنا الكواكب ، وذلك بوصف من فعل ذلك بالكفر . كما أن في هذا الحديث القدسي وجوب إفراد الله - - بجلب النفع ودفع الضر، وذلك بالثناء على من أفرد الله - - بجلب النفع ودفع الضر - وهو هنا إنزال المطر وذهاب القحط ، وذلك بوصفه بأشرف الأوصاف وهو الإيمان بالله ، والتحذير من ضد ذلك وهو نسبة جلب النفع أو دفع الضر إلى أحد من المخلوقين ، وذلك بوصف من فعل ذلك بالكفر . قال ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير قوله الأنداد هو الشـرك ، أخفى من دبيب النمل على صفاةٍ سوداء في ظلمة الليل . وهو أن تقول والله وحياتكِ يا فلانة ، وحياتي ، وتقول لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص ، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص ، وقول الرجل لصاحبه ما شاء الله وشئت ، وقول الرجل لولا الله وفلان ، لا تجعل فيها فلان . هذا كله به شرك . وقال مجاهد - رحمه الله - في تفسـير قوله هي المساكن والأنعام وما يرزقون منها والسرابيل من الحديد والثياب، تعرف هذا كفار قريش ثم تنكره بأن تقول هذا كان لآبائنا فورَّثونا إياها . وقال الإمام الطبري - رحمه الله - ضمن تفسير قوله ... . الآية وفي هذه الآية البيان الواضح على صحة ما قاله أهل الحق من أن كل نعمة على العباد في دينهم أو دنياهم فمن الله . وقال - رحمه الله - ضمن تفسير قوله ما يكن بكم فـي أبدانكم أيها الناس من عافـية وصحة وسلامة وفـي أموالكم من نـماء ، فـالله الـمنعم علـيكم بذلك لا غيره ، لأن ذلك إلـيه وبـيده . فالله - - هو المنعم بجميع النعم الظاهرة والباطنة ، الدينية منها والدنيوية فهو الملك الوهاب سبحانه لا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع ، فجميع النعم مرجعها إليه سبحانه ويشهد لهذا المعنى قوله - - في الحديث القدسي يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما ، فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئاً ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه . والله - - قد تفرد بالقدرة على النفع والضر ، إذ كان ذلك فرع تفرده بتصريف شؤون خلقه وذلك فرع ملكه - - لجميع خلقه لا رب غيره ولا مالك سواه ، وكل ذلك من خصائص ربوبيته . قال الإمام الخطابي - رحمه الله - في كلامه على أحاديث النهي عن الحلف بغير الله عز وجل وهذه الأحاديث في دواوين الإسلام وفيها أن الحلف بغير الله يخرج به الحالف عن الإسلام ، وذلك لكون الحلف بشيء مظنة تعظيمه ، فكيف بما كان شركاً محضاً يتضمن التسوية بين الخالق والمخلوق في طلب النفع أو استدفاع الضر ، وقد يتضمن تعظيم المخلوق زيادة على تعظيم الخالق كما يفعله كثير من المخذولين فإنهم يعتقدون أن لأهل القبور من جلب النفع ودفع الضر ما ليس لله تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً . فإن أنكرت هذا فانظر أحوال كثير من هؤلاء المخذولين فإنك تجدهم كما وصف الله سبحانه . وقال الإمام ابن النحاس الشافعي ومنها إيقادهم السرج عند الأحجار والأشجار والعيون والآبار ، ويقولون إنها تقبل النذر ، وهذه كلها بدع شنيعة ومنكرات قبيحة تجب إزالتها ومحو أثرها ؛ فإن أكثر الجهال يعتقدون إنها تنفع وتضر وتجلب وتدفع وتشفي المريض وترد الغائب إذا نذر لها ، وهذا شرك ومحادة لله تعالى ولرسوله . وقال الشيخ صنع الله الحلبي الحنفي في رده على من قال بمشروعية الاستغاثة بالصالحين لجلب النفع ودفع الضر وأما قولهم فيستغاث بهم في الشدائد فهذا أقبح مما قبله وأبدع لمصادمته قوله جل ذكره ، ... فإنه - جل ذكره - قرر أنه الكاشف للضر لا غيره ، وأنه المتعين لكشف الشدائد والكرب ، وأنه المتفرد بإجابة المضطرين ، وأنه المستغاث لذلك كله ، وأنه القادر على دفع الضر ، القادر على إيصال الخير ، فهو المنفرد بذلك فإذا تعين هو - جل ذكره - خرج غيره من ملك ونبي وولي . وقال في تيسير العزيز الحميد تحت قوله لأنه المتفرد بالملك والقهر والعطاء والمنع ، ولازم ذلك إفراده بتوحيد الإلهية لأنهما متلازمان وإفراده بسؤال كشف الضر وجلب الخير لأنه لا يكشف الضر إلا هو ولا يجلب الخير إلا هو ، ، فتعين أن لا يدعى لذلك إلا هو ، وبطل دعاء من سواه ممن لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً فضلا عن غيره . وقال بعد إيراده لقوله لأنه المتفرد بالملك والقهر والعطاء والمنع ، ولازم ذلك إفراده بتوحيد الإلهية لأنهما متلازمان ، وإفراده بسؤال كشف الضر وجلب الخير لأنه لا يكشف الضر إلا هو ولا يجلب الخير إلا هو ، ، فتعين أن لا يدعى لذلك إلا هو، وبطل دعاء من سواه ممن لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ، فضلا عن غيره . فالله - - قد تفرد بالنفع والضر ، فلا نافع إلا هو ، ولا ضار إلا هو كما قال في محكم التنزيل ، وقال ، وقال ، وقال ، وقال ، وقال . وقال - - في تعليمه ابن عمه عبد الله بن عباس - - أصول التوحيد يا غلام إني أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رُفعت الأقلام وجفت الصحف . فالله - - هو النافع الضار ؛ وذلك أنه رب العالمين ، الملك ، القيوم القائم بشؤون خلقه ، وكل ذلك من خصائص ربوبيته التي لا يشاركه فيها أحد مهما كانت عظمته أو منزلته ، ولو كان ملكاً مقرباً أو نبياً مرسلاً ؛ فإن الله - - قد سوى بين جميع خلقه في ذم الإشراك بهم فقال . � أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب الأذان ، برقم 846 ، 2 / 430 - 431 . � سورة البقرة ، رقم الآية 22 . � أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير ، برقم 230 . � سورة النحل ، رقم الآية 83 . � تفسير الطبري ، 14 / 157 . � سورة البقرة ، رقم الآية 213 . � تفسير الطبري ، 2 / 340 . � سورة النحل ، رقم الآية 53 . � تفسير الطبري ، 14 / 82 . � أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب البر والصلة والآداب ، برقم 6517 ، 16 / 348. � سورة الزمر، رقم الآية 45 . � الغنية عن الكلام وأهله ، للإمام الخطابي ، 1 / 18 . � تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ، للشيخ سليمان بن عبد الله ، 1 / 194 . � هو صنع الله بن صنع الله الحلبي ، ثم المكي الحنفي الواعظ بها ، له أرجوزة في الحديث وأكسير النقي و سيف الله ينظر هدية العارفين ، لإسماعيل باشا , 5/ 422 . � سورة النمل ، رقم الآية 62 . � سورة الأنعام ، رقم الآية 63 . � تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ، للشيخ سليمان بن عبد الله ، 1 / 196 . � سورة يونس، رقم الآية 107 . � سورة فاطر ، رقم الآية 2 . � تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد، للشيخ سليمان بن عبد الله ، 1/ 201 - 202. � سورة يونس، رقم الآية 107 . � سورة فاطر ، رقم الآية 2 . � تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ، للشيخ سليمان بن عبد الله ، 1 / 202 . � سورة المائدة ، رقم الآية 76 . � سورة يونس، رقم الآية 18 . � سورة يونس ، رقم الآية 106 . � سورة الأنعام ، رقم الآية 40- 41 . � سورة الرعد ، رقم الآية 14 . � سورة فاطر ، رقم الآية 13 . � سنن الترمـذي ، أبواب صفة القيامـة والرقائق والورع، برقم 2516، 4 / 284 - 285 . وقال هذا حديث حسنٌ صحيح . � سورة آل عمران ، رقم الآية 79 - 80 . PAGE 98"},

file_8

"المبحث الثالث 524 المباحث العقدية في الأحاديث القدسية – جمعا ودراسة 107 المباحث العقدية في الأحاديث القدسية – جمعاً ودراسة المبحث الثالث ما ورد في بيان تفرد الله تعالى بالخلق والتصوير المبحث الثالث ما ورد في بيان تفرد الله تعالى بالخلق والتصوير المسألة الأولى تفرد الله عز وجل بالخلق الحديث الأول عن أنس بن مالك - - عن رسـول الله - - قال قال الله إن أمتك لا يزالون يقولون ما كذا ؟ ما كذا ؟ حتى يقولوا هذا الله خلق الخلـق ، فمن خلق الله ؟ . الحديث الثاني عن أبي هريرة - - قال سمعت النبي - - يقول قال الله - - ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ؟ فليخلقوا ذرة ، أو ليخلقوا حبة ، أو شعيرة . فجاء في الحديث القدسي الأول قول الرب هذا الله خلق الخلق . فهذا إقرار من الرب - - لهذا الاعتقاد ، وأنه حق ، إنما الإنكار وقع على العبارة الأخرى وهي فمن خلق الله ؟ ، فدل ذلك على صحة هذا الاعتقاد ، وبطلان نقيضه ، وهو ما يعتقده الدهريون والملاحدة من عدم وجود الخالق أصلاً ، وبطلان ما يعتقده المجوس من أن هناك خالقين ، النور يخلق الخير ، والظلمة تخلق الشر، وكذا بطلان ما يعتقده مجوس هذه الأمة - القدرية – من أن أفعال العباد ليست مخلوقة لله ، وليست داخلةً تحت مشيئته ، وإنما العباد مستقلون بأفعالهم خالقون لها ، تعالى الله عن ما يقول الظالمون علواً عظيماً ، ففي هذا الحديث القدسـي بيان بطلان ذلك كله ، فيكون اعتقاد محرم ، بل هو شرك بالله . وجاء في الحديث القدسي الثاني قول الرب ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ؟ فليخلقوا ذرة ، أو ليخلقوا حبة ، أو شعيرة . ففي هذا تحريم ، وتعجيز ، تحريم للتشبه بالله - - في فعل من أفعاله وهو الخلق، وتعجيز لفاعل ذلك بأن يخلق مثل خلق الله - - تماماً ، بحيث يماثل خلق الله - - ليس في الشكل فقط ، وإنما حتى في الخصائص . قال الإمام أبي عبد الله القرطبي - رحمه الله - في تفسير قوله بيّن أنه المنفرد بقدرة الإيجاد، فهو الذي يجب أن يعبد . وقال رحمه الله في تفسير قوله لا كما قال المجوس والثَّنوِيَّة إن الشيطان أو الظلمة يخلق بعض الأشياء . ولا كما يقول من قال للمخلوق قدرة الإيجاد ، فالآية ردٌّ على هؤلاء .وقال الإمام ابن كثير - رحمه الله تعالى - في تفسير قوله سبحانه يحتمل أن تكون ما مصدرية ؛ فيكون تقدير الكلام خلقكم وعملكم , ويحتمل أن تكون بمعنى الذي ؛ تقديره والله خلقكم والذي تعملونه , وكلا القولين متلازم , والأول أظهر ؛ لما رواه البخاري في كتاب أفعال العباد عن حذيفة - رضي الله عنه - مرفوعاً قال إن الله يصنع كل صانع وصنعته . وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في معنى قوله تعالى وهذا عام محفوظ لا يخرج عنه شيء من العالم أعيانه وأفعاله وحركاته وسكناته وليس مخصوصاً بذاته وصفاته فإنه الخالق بذاته وصفاته وما سواه مخلوق له , واللفظ قد فرّق بين الخالق والمخلوق وصفاته سبحانه داخلةٌ في مسمى اسمه ؛ فإن الله - سبحانه - اسم للإله الموصوف بكل صفة كمال المنزه عن كل صفة نقص ومثال .والعالم قسمان أعيان , وأفعال وهو الخالق لأعيانه وما يصدر عنها من الأفعال , كما أنه العالم بتفاصيل ذلك فلا يخرج شيء منه عن علمه ولا عن قدرته ولا عن خلقه ومشيئته . فيتبين بكل ما سبق تفرد الله - - بالخلق فهو الخالق تبارك وما سواه مخلوق له تعالى وتقدس , وهو الخالق للعباد وأعمالهم ؛ فلا يخرج شيءٌ عن خلقه ؛ كما لا يخرج شيء عن علمه وقدرته سبحانه وتعالى . لكن يصح إطلاق الخلق على غير الله مقيداً ، فتقول فلان خلق باباً ، وفلان خلق مفتاحاً، ولا يجوز إطلاق وصف المخلوق بالخلق المطلق ، فلا يقال فلانٌ الخالق ، بل هذا شرك ، فالخلق بالنسبة للمخلوق هو تحويل مادة هي من خلق الله - - من شكل إلى شكل ومن هيئة إلى هيئة ، أما الخلق بمعنى الإيجاد من العدم ، أو الإحياء بعد الموت فهذا الخلق الذي يجب إفراد الله به ، ولا يجوز أن يطلق بهذا المعنى إلا على الله . المسألة الثانية تفرد الله عز وجل بالتصوير عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - - أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله - - قام على الباب فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهية، فقلت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ، ماذا أذنبت ؟ فقال رسول الله ما بال هذه النمرقة ؟ قالت فقلت اشتريتها لك ؛ لتقعد عليها وتوسدها ، فقال رسول الله إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ، ويقال لهم أحيوا ما خلقتم , وقال إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة . فجاء في هذا الحديث القدسي قول الرب - - للمصورين يوم القيامة أحيوا ما خلقتم . وفيه بيان تفرد الله - - بالتصوير ؛ ذلك أن الله – تبارك وتعالى – عاقب أولئك المصورين على تصويرهم , ومحاولتهم التشبه به في فعله بجنس فعلهم , فكما أنهم كلفوا أنفسهم ما لا يقدرون عليه ؛ فقد عاقبهم بأن أمرهم بما لا يستطيعونه من إحياء تلك الصور ؛ تعجيزاً لهم . يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله والله رب كل شيء ومليكه ، وهو خالق كل شيء ، وهو الذي صور جميع المخلوقات ، وجعل فيها الأرواح التي تحصل بها الحياة كما قال الله تعالى . فالمصور لما صور الصورة على شكل ما خلقه الله - تعالى - من إنسـان وبهيمة صار مضاهياً لخلق الله فصار ما صور عذاباً له يوم القيامة , وكُلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فكان أشد الناس عذاباً لأن ذنبه من أكبر الذنوب . فبما سبق يتبين تفرد الله - - بالتصوير وهو إعطاء كل مخلوق الهيئة التي يتميز بها عن بقية المخلوقات ؛ فالتصوير من خصائص ربوبية الرب تبارك وتعالى ؛ فهو المصور سبحانه وتعالى ؛ فلا يشاركه في ذلك أحد تعالى وتقدس . � الخلق له إطلاقان في اللغة ، فيطلق ويُراد به التقدير ،فإذا كان الخالق فتقديره هو قدره الذي جرى به القلم ،وإذا كان المخلوق فتقديره بمعنى التخطيط والتمني السابق للعمل ونحو ذلك ، فالخلق بهذا المعنى الأول يصح إطلاقه على المخلوق بحيث يكون يكون إطلاقه مقيداً ، فيقال مثلاً فلانٌ قدّر كذا إذا خطط لتنفيذه، كما قال - - ، المؤمنون ، 14 ، ومنه قول زهير لأنت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري فالخلق هنا بمعنى التقدير والتخطيط والتمني والعزم ، والفري بمعنى العمل والتنفيذ . ويطلق الخلق ويراد به الإيجاد من العدم ، والإنشاء ، والاختراع على غير مثالٍ سابق ، بحيث يكون مطلقاً ، كقول الخالق البارئ ؛فهذا هو الخلق الذي يجب إفراد الله - - به . يُنظر مختار الصحاح ، للرازي ، 1 / 78 ، والنهاية في غريب الحديث، لابن الأثير ، � 2 / 70 ، وتفسير القرطبي ، لأبي عبد الله القرطبي ، 7 / 217 ، 18/ 48 ، وزاد المسير ، لأبي الفرج ابن الجوزي، تفسير سورة الحشر ، آية رقم 24 ، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير ، 8/107، وشفاء العليل ، لابن القيم ، 131 - 132 ، والفتاوى، لشيخ الإسلام ، 29 / 370 ، فتح الباري ، لابن حجر ، 13 / 391 - 392 ، القول المفيد ، للشيخ محمد بن عثيمين ، 2 / 435 - 453 ، وفتاوى العقيدة ضمن كتاب فقه العبادات ، للشيخ محمد بن عثيمين ، 20 - 21 ، والتمهيد لشرح كتاب التوحيد ، لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ، 555 - 561 . � التصوير إعطاء الشيء هيئة وصفة يختص بها، بحيث تميزه عن غيره، وهو من خصائص ربوبية الله- - ، إذا كان الشيء الذي وقع عليه التصوير من جنس ذوات الأرواح على الصحيح. يُنظر المراجع السابقة ، والنهاية في غريب الحديث والأثر ، لابن الأثير ، 3 / 58 . � أخرجه مسلم في صحيحه ، كتاب الإيمان ، برقم 349 ، 2 / 336 . � النمل الصغار ، وليس هو كما قيل أنها الذرة التي تتركب منه المواد - المكتشَفة حديثاً - ، والتي تتكون منها القنبلة الذرية مثلاً ؛ لأن النبي - - يخاطب الصحابة بلغة العرب وهذا ليس معناها في لغة العرب وإنما معناها ما ذكرناه وهو النمل الصغار ، كذلك أن النبي - - يخاطب الصحابة وهم لا يعرفون الذرة بهذا المعنى الحديث . القول المفيد ، للشيخ محمد بن عثيمين ، 2 / 436 . � أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب التوحيد ، برقم 7559 ، 13 / 658 . � الدهرية هم الذين ينفون الربوبية ، ويحيلون الأمر والنهي، والرسالة من الله تعالى ، ويقولون هذا مستحيل في العقول، ويقولون بقدم العالم ، وينكرون الثواب والعقاب ولا يفرقون بين الحلال والحرام ، وينفون أن يكون في العالم دليل يدل على صانع ومصنوع وخالق ومخلوق، وينسبون النوازل التي تنزل بهم إلى الدهر . ينظر الفصل ، لابن حزم ، 1/ 15 ، 2/ 135، 144 . � الملاحدة أصناف منهم ملاحدة دهرية ، وأصل معارضتهم تكذيب الرسل والطعن فيما جاؤوا به ، فهم خصوم الرسل في الأصل . ومنهم منكري المعاد كما هو قول أهل الكفر من العرب واليونان والهند والترك وغيرهم ، والمتفلسفة أتباع أرسطو كالفارابي وأتباعه وابن سينا وغيرهم ، ولهم في معاد الأرواح كلام فاسد باطل . ومنهم ملاحدة الجهمية ومن وافقهم ولهم أقوال فاسدة في الأسماء والصفات والمعاد وغير ذلك ليس مستندهم القرآن ، ولا فيما أخبرت به الرسل عن الله عز وجل . وهؤلاء الجهمية المعطلة قولهم مأخوذ من قول أولئك الفلاسفة بعينه وطريقتهم مشتقة من طريقتهم بل كلماتهم واحدة . ينظر الجواب الصحيح ، 6 / 11 ، والصواعق المرسلة ، 4 / 1208 ومعارج القبول ، 2 / 776 - 777 . � المجوس هم الذين اثبتوا أصلين اثنين مدبرين يقتسمان الخير والشر ، والنفع والضر ، والصلاح والفساد ، يسمون أحدهما النور والآخر الظلمة ، ويزعمون أن الظلمة والنور يختلفان في الجوهر والطبع والفعل ، والخير والمكان ، والأجناس والأبدان والأرواح ، وقالوا بأن النور قديم وأما الظلمة فهي حادثة . ينظر الملل والنحل ، 1/ 232 . � سورة يونس ، رقم الآية 3 . � تفسير القرطبي ، 7 / 217 . � سورة الفرقان ، رقم الآية 2 . � تفسير القرطبي ، 13 / 1 . � سورة الصافات , رقم الآية 96 . � خلق أفعال العباد , للإمام أبي عبد الله البخاري , كما أخرج الحديث الإمام أبي عبد الله الحاكم في مستدركه , كتاب الإيمان , برقم 85 , 1 / 85 , وقال الإمام الذهبي في التلخيص عن إسناد الحاكم على شرط مسلم . � تفسير ابن كثير , 4/14 . � سورة الزمر, رقم الآية 62 . � شفاء العليل , لابن القيم , 63 . � شفاء العليل ، لابن القيم ، 1 / 131 - 132 ، وفتاوى العقيدة ضمن كتاب فقه العبادات ، للشيخ محمد بن عثيمين ، 20 - 21 . � نمِرِقة وسادة وهي بضم النون والراء وبكسرهما وبغير هاء وجمعها نَمارِقُ . النهاية، لابن الأثير، 5 /117. � أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب البيوع ، برقم 2105 ، 4 / 411 . � سورة السجدة ، رقم الآية 8-9 . � تيسير العزيز الحميد , للشيخ سليمان بن عبد الله , 634 بتصرف يسير . 524"},

file_9

" \"جهود الإمام ابن القيم في تقرير مسائل ‏ جهود الإمام (...TRUNCATED)