Datasets:

arbml

/

Arabic_Literature

like 0

الغالب فقال وماذا تعني بذهاب زمن الاسرار قال اعني اننا كنا ناتيكم سرا

باسم ابراهيم الامام وننصركم علي بني امية ريثما يحين الوقت للظهور واخراج

دعوتنا من القول الي الفعل بالسيف فنبشركم ان الامام قد امرنا باظهار

الدعوة فقال الدهقان هل جندتم الرجال قال لم نجند احدا لاننا لم نبدا

باظهار الدعوة بعد وانت اول من عرف بعزمنا علي ذلك ونرجو اذا اظهرناها ان

يستجيب لنا كثيرون لان انصار شيعتنا عديدون في خراسان ومعظم الدهاقين معنا

قال الدهقان هذا صحيح ومن هم الذين معك في القافلة قال النقباء وهم سبعون

نقيبا اختارهم الامام من شيعته ووجوههم لدعوة الناس الي اتباعه وحمل السلاح

في نصرته وسنفرقهم في خراسان قريبا قال الدهقان وكيف استطعتم المرور بهذا

العدد الكبير في البلاد دون ان يشك العرب في امركم وهم يسيءون الظن بكل

فارسي ابن خلكان الجزء الاول الفصل السابع وصية الامام فلما سمع ابو مسلم

سءاله احب ان يفيض في وصف حالهم تثبيتا للدهقان في نصرته لعلمه انه اذا

نصره هو اقتدي به دهاقين كثيرون فقال انت تعلم يا اعظم الدهاقين ان العرب

يفاخروننا بالنبوة لان النبي منهم وقد احتقرونا واذلونا وعاملونا معاملة

الرق ولو استطاعوا الا يبقوا منا احدا لفعلوا مع ان الفءة الساءدة منهم

الان وهم بنو امية ليسوا من اقارب النبي بل هم اعداء اهله وقد اضطهدوهم

وقتلوهم وبخاصة ال علي بن ابي طالب ابن عمه فانهم ساموهم العذاب الشديد ولا

يخفي عليك ان ال بيت النبي لا يرون فرقا في الاسلام بين العربي والاعجمي بل

هم يفضلون العجم علي العرب ولذلك كانت شيعتهم من الفرس كما تعلم ثم سلم ال

علي حقوق الخلافة الي ال العباس عم النبي وكبيرهم الان ابراهيم الامام

فتحولت شيعة بني علي في هذه البلاد الي نصرة بني العباس فالامام مقيم في

الحميمة بالبلقاء قرب الشام يبث الدعاة ويخابر الانصار وقد عهد الي في

العام الماضي ان اتولي الاشراف علي هذا الامر وكتب الي اصحابه ان يطيعوني

وجعلني اميرا علي خراسان وما افتحه من البلاد فاستصغرني بعض النقباء لصغر

سني لاني دون العشرين من العمر وهم شيوخ كبار لكنهم اذعنوا اخيرا وقد

اوصاني الامام يوم وداعه في العام الماضي وصية ذات بال هي اساس كل عمل

عملته او ساعمله في سبيل هذه الدعوة وكان الدهقان يسمع كلام ابي مسلم وهو

مندهش من رزانته علي صغر سنه وقد احس وهو يسمع كلامه كانه يخاطب شيخا كبيرا

او ملكا جليلا لما كان في وجهه من الهيبة والوقار فلما سمعه يشير الي وصية

الامام اصاخ بسمعه ليفهم تلك الوصية جيدا وكانت جلنار تتظاهر بالانزواء

وكلها عيون واذان لتري وتسمع ولا تسل عن حالها في تلك الجلسة وهي المرة

الثانية التي قابلت فيها ابا مسلم ولم تبق جارحة من جوارحها لم تتمثل صورة

ابي مسلم فيها اما هو فقد كان في غفلة عما يتقد في قلب تلك الفتاة وانما

كان همه القيام بتلك الدعوة علي اكمل وجه فلما ذكر الوصية مد يده الي جيبه

وقال ها انا ذا اتلوها عليك كما تلقنتها بالعربية حرفيا واخرج ورقا ملفوفا

واخذ يقرا والحاضرون يسمعون يا عبد الرحمن انك رجل من اهل البيت فاحتفظ

بوصيتي وانظر الي هذا الحي من اليمن فاكرمهم وحل بين اظهرهم فان الله لا

يتم هذا الامر الا بهم وانظر هذا الحي من ربيعة فاتهمهم في امرهم وانظر هذا

الحي من مضر فانهم العدو القريب الدار فاقتل من شككت في امره ومن كان في

امره شبهة ومن وقع في نفسك منه شء وان استطعت الا تدع بخراسان لسانا عربيا

فافعل فاي غلام بلغ خمسة اشبار تتهمه فاقتله فلما فرغ من تلاوة الرق لفه

وارجعه الي جيبه وهو ينظر الي الدهقان وكان الدهقان حينما سمع تلك الوصية

قد ارتعدت فراءصه من شدتها وقوتها وسره نقمة الامام علي العرب لما في نفسه

منهم ولم يكن رضاه بابن الكرماني صهرا الا من قبيل الخوف ولكنه كان لا يزال

ضعيف الثقة بشيعة بني العباس علي انه كتم ذلك وتظاهر بالاعجاب وقال انها

وصية لا يقف عليها حكيم ويكفي من بواعث اجتماع الفرس عليها انها تامر

باذلال العرب وقتلهم فلا اظن دهقانا او اي رجل فارسي يطلع علي هذه الوصية

الا كان من المتشيعين لال العباس الا تري ذلك يا خالد وكان خالد في نحو

الاربعين من عمره وهو ابن برمك جد البرامكة صاحب النوبهار وهو بيت نار كان

للفرس في مدينة بلخ وكان برمك مجوسيا والغالب انه مات ولم يسلم فخلفه ابنه

خالد هذا وهو من اكثر الرجال عقلا ودهاء وبطشا وكان في جملة من اسلم من

عظماء الفرس وتشيع لال العباس انتقاما من بني امية والتماسا لما كانوا

يتوقعونه من السلطان لانفسهم والاجتزاء من النفوذ اذا قامت الدولة بهم وكان

برغم انه كهل قد رضي برياسة ابي مسلم وهو شاب لا تزيد سنه علي العشرين الا

قليلا ومثل خالد كهول وشيوخ كثيرون ممن قاموا بدعوة العباسيين وقد رضوا

بابي مسلم قاءدا لهم احتراما لامر ابراهيم الامام وكان ابو مسلم يحترم

خالدا ويقدره حق قدره ويستشيره في اموره ولذلك فانه حينما اراد مقابلة

الدهقان اختصه بصحبته دون ساءر الرفاق فلما خاطب الدهقان خالدا بشان الوصية

واستطلع رايه اجابه علي الفور لا ريب عندي ان الفرس يتفانون في نصرة

العباسيين لانهم انما يسعون في مصلحة انفسهم ويجب علي كل فارسي ان يقدم

نفسه وماله لنصرة بيت النبي لان في نصرته رفع شان الفرس فاراد الدهقان ان

يطري ابا مسلم تقربا منه وايهاما له بانه شديد التمسك بدعوته اخفاء لما سبق

من وعده بمصاهرة ابن الكرماني فقال ولا غرو اذا انتصر الشيعة وفيهم مثلكما

من رجال الحزم والبسالة والعقل فقال خالد ان البسالة والقوة لا يكفيان

للقيام بهذا العمل يا حضرة الدهقان فادرك الدهقان انه يلمح الي المال فقال

علي كل منا ان يقدم مما عنده وكما اننا لم نقصر في الماضي والدعوة لا تزال

سرية فلا تظننا نبخل الان بشء فعاد ابو مسلم لاتمام حديثه فقال فجءت الي

خراسان وقمنا بالدعوة سرا كما تعلم وانا اختلف الي الامام احمل اليه ما

يجتمع عندنا من المال واتلقي اوامره فلما كان هذا العام بعث يستقدمني اليه

فسرت ومعي النقباء الذين ذكرتهم فاشتبه الحكام في امرنا اثناء الطريق فكنا

اذا سالونا عن مقصدنا قلنا الي الحج ولما بلغنا قومس اتاني كتاب الامام

باسمي واسم سليمان بن كثير وهو من كبار النقباء ومع الكتاب راية النصر

واشار الي الحزمة المطروحة امام القصر وقد قال لي في ذلك الكتاب واخرج

الكتاب من جيبه وقرا قد بعثت اليك براية النصر فارجع من حيث لقيك كتابي

واظهر الدعوة فان الله ناصركم الطبري الفصل الثامن الظل والسحاب فلما اشار

ابو مسلم الي الحزمة توجهت عينا الدهقان اليها فادرك ابو مسلم انه يريد

رءيتها فنادي الرجلين اللذين كانا يحملانها فاسرعا اليها وحملاها فلم تسعها

القاعة لطولها فادخلوها من احد طرفيها وظل الطرف الاخر خارجا وكانت ملفوفة

بقماش اسود ففكاه واخرجا منه لواء اسود وراية سوداء واللواء معقود علي رمح

طوله ذراعا والراية علي رمح طوله ذراعا فوقف ابو مسلم احتراما للواء وقال

ان هذا اللواء يسمي الظل والراية تسمي السحاب ولونهما اسود واللون الاسود

هو الشعار الذي اختاره الامام ابراهيم لشيعته فهم من اليوم يلبسون العماءم

السود والاقبية السوداء وراياتهم ايضا سوداء كما تري وكان الدهقان قد وقف

حالما راي ابا مسلم واقفا ووقف خالد ايضا فهمت جلنار بالوقوف فلم تساعدها

ركبتاها لما غلب عليها من التاثر بعد ما شهدت من ابي مسلم وما سمعت وانه

قاءد هذا الجند فاصبح همها الاطلاع علي مكنونات قلبه من جهتها لعله ينتبه

لها فيرمقها بنظرة تفهم منها شيءا فيطمءن بالها فوقفت وهي تستند الي احد

الاعمدة وتصدرت قليلا حتي انتبه لها خالد فنظر الي وجهها نظرة الاعجاب

والدهشة اما ابو مسلم فبالغ في التجاهل والاغضاء حتي كانه لا يري شيءا ولما

فرغ ابو مسلم من كلامه قال الدهقان وما المراد باختيار السواد شعارا لبني

العباس العلهم ارادوا الاشارة الي الحداد علي قتل اهل البيت العلويين ومنهم

علي والحسين وغيرهما ام ماذا فجلس ابو مسلم وهو يشير الي الرجلين ان يعيدا

الحزمة كما كانت وجلس خالد والدهقان وظلت جلنار واقفة ثم قال ابو مسلم ان

السواد شعار اهل بيت النبي لان راية النبي كانت سوداء وهي راية العقاب اما

الدهقان فقد وقر في نفسه ما علمه من امر الشيعة وخاف علي نفسه من ابي مسلم

اذا علم ما في ضميره فيشك فيه والامام قد اوصاه اذا شك في احد ان يقتله

فتظاهر بالتحمس وقال لقد ايقنت الان بفوزكم وظهور الفرس ولا بد من استنجاد

ساءر الدهاقين وترغيبهم في الاسلام لان اكثرهم لا يزالون علي المجوسية فقال

خالد اذا اسلم الدهاقين وانجدونا باموالهم ورجالهم فانما ينجدون انفسهم

لانهم ينشءون دولة فارسية ترفع شان الفرس فقال الدهقان اني ضامن لكم اسلام