text
stringlengths 2
74
|
---|
طمر لونه حالك فقال ابو مسلم فالكرماني الان صاحب مرو واين نصر قال لم تطل |
اقامة الكرماني في مرو لان المضرية اشتد ساعدهم بمقتل الحارث وانضم اليهم |
جماعة كبيرة من رجال الحارث فعاد نصر الي مرو وخرج الكرماني منها وعسكر |
خارجها فقال ابو مسلم فالكرماني الان محاصر مرو قال وليس وحده فقال ابو |
مسلم ومن معه اظنك تعني شيبان الحروري قال نعم يا مولاي وليس شيبان بالشء |
القليل لانه يري راي الخوارج فهو مخالف لنصر لانه من عمال مروان والخوارج |
لا يعترفون بخلافة مروان وقد اتفق مع الكرماني علي قتال نصر لان الكرماني |
يمني ونصر مضري كما تعلمون فاتفق الاثنان علي نصر فقطع خالد كلام الرجل |
وخاطب ابا مسلم بالفارسية بما معناه ولا يخفي عليك ايها الامير ان هذين لا |
يكرهان دعوتنا لاننا ندعو الي خلع مروان ايضا فاجابه ابو مسلم ساذيقهم طعم |
الحزم والعزم وساريهم كيف تءكل الكتف ثم التفت الي الرسول وقال فالان مرو |
محاصرة بجند الكرماني وشيبان قال نعم يا مولاي وهما علي وفاق قال ابو مسلم |
وهل تعرف عدد رجالهما قال لا اعرف ذلك تماما ولكنهم يزيدون علي بضعة الاف |
فتحرك ابو مسلم في مجلسه كانه يتحفز للنهوض ففهم الرسول انه يريد خروجه |
فنهض وخرج الفصل التاسع عشر الاستعداد وظل ابو مسلم وخالد في خلوة فقال ابو |
مسلم علينا ان نحارب هءلاء جميعا الكرماني وشيبان ونصر فسكت خالد ولم يجب |
فادرك ابو مسلم غرضه فقال كاني بك تقول وكيف نحارب هءلاء وليس معنا من |
الرجال احد تمهل وستري كيف ياتيك الناس مءات والوفا كيف حال الطقس يا تري |
قال ذلك ونهض ليري الجو فمشي معه خالد الي الباب فاطلا علي الحديقة فراي |
الشمس مشرقة وقد صفا الجو واقبل الدفء واخذت المياه في الجفاف فقال ابو |
مسلم نستطيع السفر الليلة ان شءنا فقال خالد اذا راي الامير ان نبيت الليلة |
هنا ونرحل في الصباح كان ذلك اقرب الي الصواب قال لا باس من ذلك واري ان |
نبعث الي كبار النقباء نخبرهم بعزمنا ونشاورهم في امرنا وفي الخطة التي يجب |
ان نعمل بها قبل الاقبال علي مرو لاننا في حاجة الي الرجال والاموال كما |
ذكرت وان كنت علي يقين من نجدة كل دهاقين خراسان ومن يقول بقولهم وهم ليسوا |
في خصام بينهم مثل خصام العرب اليمنية والمضرية بل هم متفقون علي النقمة |
علي العرب كافة لما يسومونهم من الظلم والذل فقال خالد رايك هو الصواب الا |
تري ان نكاتب الدهاقين ونستنجد بهم ونبث الدعاة قبل نهوضنا من هنا حتي اذا |
نهضنا الي مرو لا يطول انتظارنا للنجدة ثم تتوالي علينا النجدات باذن الله |
قال ابو مسلم سنكاتب الدهاقين ونبث الدعاة متي خرجنا من هذا المكان وسننزل |
في اقرب القري الينا لنقيم فيها حينا لهذا الغرض ثم نرحل الي سفيذنج ننزل |
فيها ضيوفا علي صاحبنا سليمان بن كثير ونكون تجاه مرو فلما سمع خالد اسم |
ابن كثير تذكر ما في قلب ابي مسلم من هذا الرجل مع ما يظهره من احترام له |
لان ابن كثير كان يدعو لاهل البيت قبل ظهور ابي مسلم وقد ابلي في ذلك بلاء |
حسنا ونال مقاما رفيعا فلما بعث ابراهيم الامام ابا مسلم الي خراسان وعهد |
برياسة الدعاة اليه لم يقبله سليمان بن كثير لصغر سنه وقد كبر عليه ان يكون |
تحت امره وكان في جملة الدعاة رجل اسمه ابو داود اشار علي الدعاة بقبول ابي |
مسلم رءيسا عليهم وحاجهم بما لا محل له هنا فقبلوه وكان قد بلغ ابا مسلم ما |
قاله ابن كثير فيه فاسرها في نفسه وعرف فضل ابي داود فلما سمع خالد بن برمك |
ابا مسلم يذكر ابن كثير تذكر هذه الحادثة ولكنه تجاهل واسرع الي الجواب |
لءلا ينتبه ابو مسلم لما جال في خاطره لانه كان دقيق الفراسة فقال خالد |
حسنا رايت ايها الامير فلنتاهب للمسير وفي الغد نسافر الي اقرب القري الينا |
وهي فنين علي ما اظن قال نعم هي بعينها فابعث الي النقباء ان يكونوا علي |
اهبة الرحيل في غد ولا بد لنا قبل الرحيل من وداع دهقاننا لنوصيه بمخابرة |
اصدقاءه من الدهاقين في مرو ليمدوا لنا يد المساعدة بالمال او الرجال والله |
الموفق فاشار خالد اشارة الاستحسان وخرج واما جلنار فقد تركناها بعد خروج |
ريحانة من عندها وهي مضطربة البال فقضت تلك الليلة قلقة وكلما تصورت ذهاب |
الضحاك لمقابلة ابي مسلم وتقديم الهدية اليه يخفق قلبها فلم تنم الا قليلا |
فاصبحت منحرفة الصحة لعظم ما قاسته من القلق والاضطراب في الامس من قلة |
النوم فظلت علي فراشها تتناولها الافكار المتضاربة وتخشي ان يبكر والدها |
اليها ويخاطبها في شان خطبة ابن الكرماني وهي تحب الاطلاع علي ما يكنه قلب |
ابي مسلم اولا فلما تراكمت عليها الافكار شعرت بالحاجة الي ريحانة |
واستبطاتها فصبرت نفسها ومكثت في الفراش تارة تجعل اللحاف فوق راسها للدفء |
او الاستغراق في التفكير وتارة يضيق صدرها فتزيحه الي اسفل كتفها وتتنهد |
وهي تتوقع مجء احد ثلاثة اما ان ياتي والدها بخبر الكرماني او تاتيها |
ريحانة وحدها تنبءها بارسال الهدية او تاتيها بالضحاك بعد الفراغ من المهمة |
الفصل العشرون الوساطة قضت في ذلك عدة ساعات واذا بريحانة تقرع الباب وتدخل |
فلما راتها جلنار جلست في الفراش وتفرست في وجهها تستطلع ما يتجلي فيه من |
الانباء فلما راتها تبتسم انشرح صدرها ولكنها لم تتمالك عن السءال عما |
فعلته فاجابت قد ارسلنا الهدية وهي جميلة و قالت جلنار هل عاد الضحاك قالت |
كلا يا مولاتي لم يعد الا تريدين الطعام فقالت جلنار لا اشعر بحاجة اليه |
دعينا من الاكل واخبريني عما تتوقعينه من امرنا قالت خيرا ان شاء الله ولكن |
وسكتت فانشغل خاطر جلنار وقالت ولكن ماذا قالت جءتك بامر من والدك فتصاعد |
الدم الي وجهها بغتة وتسارع خفقان قلبها وقالت وما هو هذا الامر قالت لا |
باس عليك يا سيدتي لا تخافي فاني لا ادخر وسعا في كل ما يرضيك ويريحك اما |
مولاي الدهقان فقد استقدمني في هذا الصباح واسر الي امرا اوصاني الا ابوح |
به اليك ولكنني ساخالفه في ذلك كوني في راحة وساقص عليك الخبر كما كان بعث |
الي في ساعة مبكرة فلما وقفت امامه مد يده الي خاتم كان امامه ودفعه الي |
وهو هذا وارتها خاتما من الذهب فيه حجر من الفيروز وقال هذا هدية لك |
فتناولته وقبلت يده ثم ذكر لي مقدار حبه لك ورغبته في هناءك وسعيه في |
سعادتك وانه استغرب تمنعك في مسالة ابن الكرماني الي ان قال انه نظرا لما |
يعلمه من دالتي عليك عهد الي ان اقنعك بقبوله لان الكرماني امير وهو صاحب |
الامر والنهي و و الخ فقطعت جلنار كلامها قاءلة وماذا قلت له قالت طاوعته |
في بادء الامر وابديت اعجابي برايه ولا يمكنني غير ذلك حتي اذا انس في |
الموافقة قلت له ولكني لا اري ان تعجل عليها في الذهاب اليه فما لا يقضي |
اليوم الا بالعنف والضغط قد يقضي غدا بالرضي والقبول فاري الا تخاطب مولاتي |
الدهقانة في هذا الشان الا بعد بضعة ايام ريثما اكلمها واقنعها قلت له ذلك |
يا سيدتي لنري ما يبدو من ضيفنا وضحكت تخفيفا لما في قلب جلنار فابتسمت هذه |
والانقباض يغشي الابتسام ولكنها استحسنت حيلة ريحانة ثم قالت ريحانة وقد |
جاريت سيدي الدهقان في قوله حتي اجد سبيلا لخدمتك بقدر الامكان والا فانه |
فاعل ما يريد ولا يحتاج الي اكثر من ان يامر فلو قال لك اذهبي الان الي |
الكرماني لا اظنك الا ذاهبة فقالت جلنار اذهب ولكن قالت تذهبين مكرهة ولا |
يدفعك ادبك علي مخالفة والدك فضلا عن غضبه الذي ربما حمله علي اجبارك |
بالقوة فصمتت جلنار وظلت مطرقة وارادت ان تعود الي السءال عن الضحاك ولكن |
الحياء منعها من تكرار السءال في هذا الموضوع ولم يفت ريحانة ذلك فوقفت وهي |
تقول هلم بنا الي الماءدة ومتي تناولت الطعام ننظر ماذا يكون فنهضت واخذت |
ريحانة في تبديل ثيابها وتطييبها وتصفيف شعرها وجلنار لا تنتبه حتي اتتها |
بالمراة وهي تقول انظري الي هذا المحيا وقولي سبحان الخلاق فحولت جلنار |
وجهها عن المراة كانها لا تريد ان تري صورتها وقالت لا تخدعيني بهذا |
الاطراء يا ريحانة لو كان في وجهي جمال لما كنت في هذا الشقاء وغصت بريقها |
فابتدرتها ريحانة قاءلة لا تياسي يا مولاتي هدءي من روعك وهلم بنا الي |
تناول الطعام قالت ذلك وخرجتا معا وجلنار تنظر نحو الرواق المءدي الي |
الحديقة لعلها تجد الضحاك عاءدا فسمعت ريحانة تقول لها اذا كلمك مولاي |
الدهقان في امر الكرماني او ابنه فلا تبدي تمنعا فاشارت جلنار بهزة من |
راسها ان نعم وهي لا تزال تنظر نحو الرواق ومع كثرة من في تلك الدار من |
الخدم والجواري بين ذاهب وغاد لم تنتبه لاحد منهم لاتجاه جوارحها جميعا نحو |
جبهة واحدة فوصلت الي غرفة الطعام ولم تر احدا فجلست الي الماءدة وعليها |
الوان الاطعمة الباردة والساخنة والفاكهة فتناولت القليل منها وهي لا تتكلم |
وكلما سمعت صوتا يشبه وقع اقدام الضحاك التفتت نحو الباب وريحانة تلاحظ |
حركاتها وتتالم لقلقها وتحاول عبثا ان تشغلها بالحديث ثم تناولت تفاحة |