Datasets:

arbml

/

Arabic_Literature

like 0

الكرماني قال اعنيه واعني شيبان الخارجي فانهما يقاتلان معا نصر بن سيار

صاحب مرو وكل منهما يضمر السوء لصاحبه فقال خالد وكيف ذلك وعهدي بالكرماني

انه دخل مرو واخرج نصرا منها قال الجاسوس نعم يا مولاي قد كان ذلك ولكنه لم

يدم ولكي يتضح لكم الواقع استاذن الامير ببعض التفصيل قال ابو مسلم قل ولا

توجز قال لا يخفي علي مولاي ان امر بني امية قد اخذ في الضعف منذ عدة سنين

وانما بقي الحكم في ايديهم تهيبا من اسم الخلافة واحتراما للدين فلما افضت

الخلافة الي مروان بن محمد واختلف اهله في بيعته وانتقضوا عليه تجرا الناس

علي مخالفته وبعد ان كانت الاحزاب ناءمة او ساكنة هبت عليه دفعة واحدة فقام

الخوارج وغيرهم ممن يطمعون في السلطة لانفسهم ومنهم الكرماني وللكرماني

ايها الامير حديث طويل مع نصر بين سيار امير مرو هل اقصه عليكم قال لا بد

من ذلك لان التفصيل يهدينا الي مخارج الامور ومداخلها قال لما مات اسد بن

عبد الله والي خراسان منذ عشر سنين استشار هشام بن عبد الملك الخليفة يومءذ

بعض خاصته فيمن يوليه مكانه فعرض عليه بعضهم ان يولي الكرماني وهو من رجال

الدولة واهل النجدة والحزم فاعرض عنه هشام وقال ما اسمه قال جديع بن علي

فقال هشام لا حاجة لي به لانه تطير من اسمه فعرض عليه غيره وغيره حتي استقر

الامر لنصر بن سيار والي خراسان الان فكان الكرماني اسر ذلك في نفسه فلما

مات الوليد بن يزيد بن عبد الملك وخلا كرسي الخلافة واختلف عليها بنو مروان

وحدثت الفتنة ونهض كل ذي سلطان يسعي الي نفسه اغتنم الكرماني هذه الفرصة

واظهر الخلاف لنصر بن سيار ولا يخفي علي مولاي ان الرجل اذا قام يطلب سلطة

اعتمد علي حزب من الاحزاب والكرماني وان كان اسمه يدل علي انه فارسي من

كرمان الا انه لقب بذلك لانه ولد في كرمان ولكنه عربي من بني ازد وهم يمنية

فاستنصرهم فنصروه علي ابن سيار لان رجاله كلهم مضرية من عرب الحجاز والخلاف

بين العرب اليمنية والمضرية قديم ولا يزال شديدا وسيكون من اكبر اسباب سقوط

العرب علي الاجمال وكان اهل خراسان انفسهم منقسمين فيما بينهم لان بعضهم

يمنية والبعض الاخر مضرية او نزارية فلما مات الخليفة كما قدمت لكم نهض من

هذين الحزبين من يطلب الخلافة لبعض بني مروان غير مروان بن محمد وفي جملتهم

عرب خراسان فقد اختلفوا فيما بينهم لهذا السبب فاهتم نصر بن سيار بالتوفيق

بينهم فلما اعياه ذلك منع عنهم العطاء فلما كان في بعض الايام وقد وقف في

المسجد يخطب نهض الناس وطلبوا منه اعطياتهم فصاح فيهم اياكم والمعصية

وعليكم بالطاعة والجماعة فوثب اهل السوق الي اسواقهم وثارت الافكار فغضب

نصر فالقي عليهم خطابا لا يزالون يتناقلونه الي اليوم قال في جملته ما لكم

عندي من عطاء كاني بكم وقد نبع من تحت ارجلكم شر لا يطاق وكاني بكم مطروحين

في الاسواق كالجزر المنحورة انه لم تطل ولاية رجل الا ملوها وانتم يا اهل

خراسان مسلحة في نحور العدو فاياكم ان يختلف فيكم سيفان انكم ترشون امرا

تريدون به الفتنة ولا ابقي الله عليكم لقد نشرتكم وطويتكم فما عندي منكم

الا عشرة واني واياكم كما قيل استمسكوا اصحابنا بحذركم فقد عرفنا خيركم

وشركم فاتقوا الله فوالله لءن اختلف فيكم سيفان ليتمنين احدكم انه ينخلع من

ماله وولده يا اهل خراسان انكم قد غمطتم الجماعة وركنتم الي الفرقة ثم تمثل

بقول النابغة الذبياني فان يغلب شقاءكمو عليكم فاني في صلاحكمو سعيت فعلم

الكرماني بذلك الخلاف وكان نصر قد عزله من منصب كان فيه من قبل فشاور

الكرماني اصحابه في القيام فوافقوه علي ان يكاتبوا من في مرو من اليمنية

ويستنجدوهم وقد اخبرني رجل من خاصة ابن سيار ان المضرية اشاروا علي نصر ان

يقتل الكرماني وقالوا له ان هذا الرجل يفسد عليك امرك فارسل اليه فاقتله او

احبسه فلم يصغ لرايهم وقال لا ولكن لي اولادا ذكورا واناثا فازوج بني من

بناته وبناتي من بنيه قالوا لا فقال فابعث اليه بماءة الف درهم وهو بخيل

فلا يعطي اصحابه منها فيتفرقون عنه قالوا لا هذه قوة له وطال الجدال بينهم

حتي قالوا له اخيرا ان الكرماني لو لم يقدر علي السلطان والملك الا

بالنصرانية واليهودية لاعتنقهما فلما راي نصر الحاحهم عزم علي حبسه فارسل

صاحب حرسه لياتيه به فارادت الازد ان تخلصه من يده فمنعهم الكرماني من ذلك

وسار مع صاحب الحرس الي نصر وهو يضحك فلما دخل عليه قال نصر يا كرماني الم

ياتني كتاب يوسف بن عمر بقتلك فراجعته وقلت شيخ خراسان وفارسها فحقنت دمك

قال بلي قال الم اغرم عنك ما كان لزمك من الغرم وقسمته في اعطيات الناس قال

بلي قال الم ارتش ابنك عليا علي كره من قومك قال بلي قال فبدلت ذلك اجماعا

علي الفتنة فقال الكرماني لم يقل الامير شيءا الا وقد كان اكثر منه وانا

لذلك شاكر وقد كان مني ايام اسد ما قد علمت فليتان الامير فلست احب الفتنة

ثم امر نصر بضربه وحبسه في القهندز قلعة مرو سنة ﻫ وتكلمت الازد بشانه فقال

نصر اني حلفت ان احبسه ولا يناله سوء فان خشيتم عليه فاختاروا رجلا يكون

معه فاختاروا رجلا اسمه يزيد النحوي اقام معه ولكن ذلك الحبس لم يطل وقته

فان رجلا من اهل نسف فاوض اهل الكرماني علي اخراجه بحيلة لطيفة وذلك انه

اتي مجري الماء في القهندز فوسعه وادخل الكرماني في السرب فخرج بكل جهد

وركب فرسه والقيد في قدميه فاصبح الكرماني بعد ذلك من الد اعداء نصر وندم

هذا علي استبقاءه حيا وتوسط الناس بينهما وطلبوا الي نصر ان يءمنه ولا

يحبسه فامنه ولكنه لم يكن يامنه فكان يدخل الكرماني الجامع للصلاة ومعه رجل

واكثر فيصلي خارج المقصورة ثم يدخل علي نصر في المقصورة فيسلم عليه ولا

يجلس ثم ترك زيارة نصر واظهر الخلاف فبعث اليه نصر من يستقدمه ويعتذر اليه

عن حبسه فابي واظهر الجفاء فاصبح وجوده بلية علي نصر الفصل الثامن عشر

الحارث بن سريج والكرماني وكان صاحب الخبر يتكلم وابو مسلم صامت يحدق

بعينيه ويتفرس في الرجل كانه يستنزل الكلام من صدره وهو يتاثر من مطاولة

نصر للكرماني وتصور نفسه في موضع نصر قبل الانتظار فلما بلغ الرجل الي قوله

وان وجود الكرماني اصبح بلية علي نصر صاح ابو مسلم ذلك جزاءه علي ضعفه

وتردده قبحه الله لماذا لم يقتله ويكفي نفسه مءونة الحذر منه اطال الله

بقاء الامام وايد دعوته ان في وصيته ما يغنينا عن هذه المطاولة من شككت فيه

فاقتله والسلام قال ذلك وهو يعبث بشعرات من لحيته وخالد قد تهيب لما ظهر من

تحمسه ثم قال ابو مسلم للجاسوس ثم ماذا قال وما زال الكرماني حتي حارب نصرا

واخرجه من مرو قهرا في العام الماضي او الذي قبله ولكنه انقذه من الحارث بن

سريج فقطع خالد كلامه قاءلا انا اعرف الحارث هذا فقد كان في بلاد الترك

وابلي بلاء حسنا وكان بينه وبين نصر خلاف فخالفه واشتد الجدال ورضي نصر ان

يحكم بعض الوجهاء ولم يتم ذلك ثم التفت خالد نحو ابي مسلم وقال والحارث

المذكور يزعم انه صاحب الرايات السود فنظر ابو مسلم اليه نظرة استغراب ثم

تكلم الرسول قاءلا ولكن نصرا لم يصدقه فارسل اليه يقول ان كنت تزعم انكم

تهدمون سور دمشق وتزيلون ملك امية فخذ مني خمسماءة راس وماءتي بعير واحمل

من الاموال ما شءت والة الحرب وسر فلعمري لءن كنت صاحب ما ذكرت اني لفي يدك

وان كنت لست ذلك فقد اهلكت عشيرتك فاجابه الحارث قد علمت ان هذا حق ولكن لا

يبايعني عليه من صحبني فقال نصر فقد ظهر انهم ليسوا علي رايك فاذكر الله في

عشرين الفا من ربيعة واليمن يهلكون فيما بينكم فقطع ابو مسلم كلام محدثه

وقال وهو يهز راسه انهم يخشون اصحاب الرايات السود ويسيرونهم ويرون بلاءهم

فيهم فهءلاء لا يترددون في حكم ولا يصبرون علي ضيم بل يقتلون كل من يشكون

فيه وسكت فعاد الرجل الي حديثه فقال ولم يكن ذلك ليثني الحارث عن عزمه فراي

نصر ان يضرب به الكرماني فقال له ان كنت تزعم ما تقول فابدا بالكرماني فان

قتلته فانا في طاعتك فلم يفعل وبالاختصار فان الحارث تطاول علي نصر حتي

صاروا يقرءون سيرته في اسواق مرو وفي المساجد يدعون الناس الي بيعته حتي

قرءوها مرة علي باب نصر نفسه فهاج الناس والتحم الفريقان وكانت معركة هاءلة

فلم ير نصر الا ان يستنجد بالكرماني فبعث اليه فلم يجبه وكانت معركة معقدة

كل منهم يحارب الاخرين وانتهت بفرار نصر من مرو وتغلب الكرماني عليها فلما

راه الحارث قد فاز بعث اليه يطلب ان يكون الامر شوري بينهماا فلم يقبل

الكرماني فاقتتلا فقتل الحارث وتفرقت قواته وصارت قباءل اليمن كلها مع

الكرماني وقد انتصروا علي المضرية اصحاب نصر فاستبدوا بهم وانتقموا منهم

وهدموا منازلهم وكان الحارث نفسه مضريا فلما قتل قال فيه نصر يا مدخل الذل

علي قومه بعدا وسحقا لك من هالك شءمك اردي مضرا كلها وخر من قومك بالحارك

ما كانت الازد واشياعها تطمع في عمر ولا مالك ولا بنو سعد اذا الجموا كل